قال الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الشريعة الإسلامية من أولها إلى آخرها تخاطب الإنسان في ضميره وتعمل على أن يرتقي هذا الضمير ويتنور بنور الله عز وجل ونور الوحي، فيصبح الإنسان ربانياً، إنسان القيم الذي يعي من أين أتى ولماذا هو هنا وأين يسير وما هو مصيره، وهي الأسئلة الكبرى التي يجيب عنها الوحي منذ اللحظة الأولى في التعرف على معالم الدين.
وأضاف وسام، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن الضمير الحي يظهر في أبهى صوره حينما لا يراك أحد وأنت تفعل الخير وتتعامل بإحسان وتصبر على الأذى وتبتغي بذلك وجه الله، لأنك حينها لا تعامل الخلق الفاني وإنما تعامل الحق الباقي سبحانه.
وأشار إلى أن الشريعة جاءت بنحو سبعة وتسعين بالمئة من نصوصها مرتبطة بالإيمان بالغيب وعلاقته بالأخلاق، لأن الإنسان حين يستشعر مراقبة الله في كل لحظة، يحرص أن يرضى عنه وأن يكون في الموضع الذي يحبه الله، ويحب الخير للناس جميعاً، ويبتعد عن الظلم، ويخاف أن يصدر منه أي تعدٍ على حقوق الغير.
وأكد أمين الفتوى أن غياب الضمير أو نقصانه يؤثر سلباً ليس فقط على حياة الأفراد بل يمتد أثره إلى المجتمع والدول أيضاً، لأن الضمير هو الحارس الحقيقي للأخلاق والقيم في خضم المصالح والسياسات المتصارعة على مستوى العالم.
وأوضح وسام أن المبادئ لا تضيع إلا في غياب هذا الضمير، مشيداً بمواقف مصر الثابتة التي تنطلق من مبادئها الراسخة في رفضها للظلم مثل التهجير أو التجويع، ورفضها أن تُملَى عليها قرارات تتعارض مع هويتها الوطنية والعربية والإسلامية.
وأكد على أن المجتمعات بحاجة ماسة إلى يقظة الضمير الفردي والجماعي، لأنه الضمانة الحقيقية لحفظ الحقوق وتحقيق العدالة وصون الأوطان.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
