في مشهد لا يُصدق وثقته عدسة أحد سائقي النقل الثقيل، كادت كارثة محققة أن تقع على طريق الإسكندرية الصحراوي، حين فوجئ بشبح الموت قادمًا نحوه على هيئة ميكروباص يسير عكس الاتجاه بسرعة جنونية، غير عابئ بقواعد المرور أو أرواح الأبرياء.
المشهد، الذي تم تداوله بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، أظهر لحظة صادمة لسير الميكروباص عكس الاتجاه، وسط الطريق السريع المخصص للسير في اتجاه واحد، ما كان كفيلًا بوقوع مجزرة مرورية في ثوانٍ معدودة، لولا يقظة سائق النقل وهدوئه النادر في مثل هذه المواقف.
وبفضل سرعة رد فعله، أوقف سائق النقل شاحنته الضخمة بشكل فوري، وتمكن من تجنب الاصطدام، وراح يصرخ محذرًا السائق المتهور الذي لم يعر التحذيرات أي اهتمام، واكتفى بالفرار وسط صدمة كل من شاهدوا الفيديو، الذي وثّق تفاصيل الواقعة بدقة، حتى أرقام لوحة الميكروباص ظهرت بوضوح.
الداخلية تفحص الواقعة
مصادر أمنية أكدت أن وزارة الداخلية، فور رصدها للفيديو المتداول، بدأت فحصه وتحليل محتواه لتحديد هوية السائق الهارب وضبطه في أقرب وقت، تمهيدًا لإحالته إلى جهات التحقيق المختصة، مشددة على أن مثل هذه الأفعال الإجرامية لا يمكن التهاون معها، لما تمثله من تهديد مباشر لحياة المواطنين على الطرق.
وتأتي هذه الواقعة ضمن سلسلة من الفيديوهات التي هزت الرأي العام مؤخرًا، لكن اللافت هو أن وزارة الداخلية قد نجحت، خلال الفترة الماضية، في كشف وضبط عشرات السائقين المتهورين الذين ظهروا في مقاطع توثق مخالفات خطيرة، مثل القيادة عكس الاتجاه، التهور في السرعة، أو القيادة بدون ترخيص، وذلك ضمن حملات مرورية مكثفة تستهدف إعادة الانضباط للشارع المصري.
وقد لاقت تلك الجهود إشادة واسعة من المواطنين، الذين طالبوا بتغليظ العقوبات ضد كل من يتعمد تعريض حياة الآخرين للخطر، مؤكدين أن الحزم الأمني أصبح ضرورة لحماية الطرق من المستهترين، خاصة في ظل تكرار مثل هذه الحوادث.
