ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الأربعاء 16 يوليو/تموز (2025)، في محاولة لتعويض الخسائر التي لحقت بها في الجلستين الماضيتين وسط آمال بزيادة الطلب.
تلقّت أسواق النفط دعمًا من توقعات بارتفاع الطلب الصيفي في أكبر مستهلكين للنفط في العالم، الولايات المتحدة والصين، وحدّت المخاوف بشأن الاقتصاد على خلفية الرسوم الجمركية من المكاسب.
وتذبذبت أسعار النفط في نطاق محدود، إذ تنافست مؤشرات الطلب المستقر الناتج عن زيادة السفر خلال صيف نصف الكرة الشمالي، مع المخاوف من أن الرسوم الجمركية الأميركية على الشركاء التجاريين ستؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي واستهلاك الوقود.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الثلاثاء 15 يوليو/تموز، على انخفاض لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الثانية على التوالي، مع تراجع المخاوف من تأثُّر الإمدادات الروسية بعقوبات الأميركية.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 05:58 صباحًا بتوقيت غرينتش (08:58 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم سبتمبر/أيلول 2025، بنسبة 0.26%، لتصل إلى 68.89 دولارًا للبرميل.
كما زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم أغسطس/آب 2025، بنسبة 0.48%، لتصل إلى 66.84 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأنهى الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس الوسيط) الجلسة الماضية على تراجع بنسبة 0.7% لكل منهما، بعد منح ترمب موسكو 50 يومًا للتوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، قبل أن يفرض رسومًا جمركية مرتفعة.
وعبّر ترمب عن إحباطه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ بسبب عدم تحقيق تقدُّم في إنهاء حرب أوكرانيا، وتكثيف روسيا قصفها على المدن الأوكرانية.
ومن جهة أخرى، أظهر التقرير الشهري لمنظمة أوبك ارتفاع إنتاج النفط الخام في تحالف أوبك+ بمقدار 349 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 41.559 مليون برميل يوميًا الشهر الماضي.
تحليل أسعار النفط
عكس التراجع في أسعار النفط الذي استمر يومين، قللت السوق من احتمال انقطاع الإمدادات بعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على مشتريات النفط الروسي.
ويشير كبار منتجي النفط إلى مؤشرات على تحسُّن النمو الاقتصادي في النصف الثاني من العام، بينما أظهرت بيانات من الصين نموًا ثابتًا.
وقال محللو بورصة لندن للنفط: "يوفر الطلب الموسمي القوي حاليًا زخمًا صعوديًا لأسعار النفط، مع بلوغ السفر والنشاط الصناعي ذروتهما في الصيف".
أشارت زيادة استهلاك البنزين -وخاصةً في الولايات المتحدة خلال عطلة 4 يوليو/تموز- إلى طلب قوي على الوقود، مما ساعد على تعويض الضغوط الهبوطية الناجمة عن ارتفاع المخزونات ومخاوف الرسوم الجمركية.
وأظهرت بيانات الصين تباطؤ النمو في الربع الثاني، ولكن أقل من المتوقع، ويعزى ذلك جزئيًا إلى التحميل المسبق للتغلب على الرسوم الجمركية الأميركية، وهو ما خفَّف بعض المخاوف بشأن اقتصاد أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
كما أظهرت البيانات أن إنتاج الصين من النفط الخام في يونيو/حزيران ارتفع بنسبة 8.5% مقارنة بالعام السابق، مما يشير إلى زيادة الطلب على الوقود.
ومع ذلك، رأى بعض المحللين أن انتعاش أسعار النفط مؤقت، إذ قالت كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا، بريانكا ساشديفا، إن استقرار أسواق النفط الخام بعد جلستين متقلبتين نتج بشكل كبير عن تصحيح فني طفيف، وليس عن أيّ تحول كبير في العوامل الأساسية.
وأضافت: "ينبغي على المستثمرين مراقبة توقعات التضخم وأسعار الفائدة في الولايات المتحدة، إذ إن استمرار ترمب في فرض تعرفات جمركية أوسع قد يكون تضخميًا، وقد يُضعف الطلب على الوقود على المدى المتوسط".
وأكدت ساشديفا أن موقف أوبك ظل أكثر تفاؤلًا، مشيرةً إلى التقرير الشهري للمنظمة الصادر أمس الثلاثاء، الذي توقَّع تحسُّن أداء الاقتصاد العالمي في النصف الثاني من العام، مما يُعزز توقعات الطلب على النفط.
وأضافت أن أداء البرازيل والصين والهند يتجاوز التوقعات، بينما تتعافى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من العام الماضي.
وأضافت ساشديفا: "قد تُقدِّم العوامل الفنية بعض الراحة على المدى القصير، لكن السوق تفتقر إلى الزخم أساسًا"، مشيرة إلى أن الصورة تتضح بشأن النمو العالمي، واتجاه السياسات، وتعافي الطلب الحقيقي، وخاصةً من آسيا، يبدو أن سوق النفط الخام ستشهد انحرافًا طفيفًا".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
