ترامب . فاجأ الرئيس الأمريكي الجميع بتصريح غريب أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية، عندما أعلن أن كأس العالم للأندية التي فاز بها نادي تشيلسي الإنجليزي ستظل “إلى الأبد” في البيت الأبيض.

وقال خلال حديث إعلامي: “سألوني إن كنت أريد الاحتفاظ بالكأس لبعض الوقت، فقلت: كم من الوقت؟ أجابوا: لن نأخذها مجددًا. اصنعوا نسخة جديدة لتشيلسي، واحتفظوا بالأصلية هنا”. وأضاف أن النسخة التي حصل عليها تشيلسي بعد التتويج لم تكن الأصلية، بل مجرد نسخة مقلدة.
هذا التصريح الغريب أثار استغراب الكثيرين، خاصة أنه لم يسبق لأي رئيس أمريكي أو مسؤول حكومي أن صرّح بمثل هذا الكلام، حيث تُعتبر الكؤوس والجوائز الرياضية ملكًا للجهات المنظمة، وتحديدًا للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في هذه الحالة.

الفيفا لم يعلّق وترامب يشارك في التتويج
حتى الآن، لم يصدر الفيفا أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي ادعاء الرئيس الأمريكي بشأن احتفاظه بالنسخة الأصلية من الكأس، وهو ما زاد من حالة الجدل والتساؤلات حول مصداقية التصريح.
وكان الرئيس قد حضر مباراة النهائي التي جمعت بين تشيلسي وباريس سان جيرمان في ملعب “ميتلايف” بمدينة إيست روثرفورد بولاية نيوجيرسي، برفقة زوجته ميلانيا ترامب. وقد انتهت المباراة بفوز ساحق لتشيلسي، الذي تُوّج باللقب في النسخة الموسعة من البطولة، التي شارك فيها 32 فريقًا لأول مرة، وفاز بجائزة مالية ضخمة بلغت 121 مليون دولار.
شارك في مراسم التتويج، وصعد إلى المنصة بجانب رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، حيث سلّم الكأس إلى لاعبي الفريق الإنجليزي. وعلى الرغم من تلقيه هتافات تشجيعية من بعض الجماهير، واجه ترامب أيضًا صيحات استهجان عند ظهوره على الشاشات في الملعب، لكنه قابلها بابتسامة ولوّح للحضور ورفع قبضته في إشارة استعراضية وهو متجه إلى المقصورة الرسمية.

رسائل سياسية من ترامب على هامش الحدث الرياضي
لم يخلُ ظهور الرئيس الأمريكي في هذا الحدث الكروي العالمي من رسائل سياسية، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة. في تصريح لاحق، تحدّث ترامب عن مستقبل كرة القدم في الولايات المتحدة قائلاً: “هناك حماس كبير في البلاد، ولدينا الآن إدارة أفضل من سابقتها، وسنصل بكرة القدم الأمريكية إلى مستوى عالمي، مع استقطاب نجوم كبار وتحقيق نتائج مبهرة”.
تصريحاته جاءت في سياق الإعداد لاستضافة كأس العالم 2026 بالشراكة مع كندا والمكسيك، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز حضورها في الساحة الكروية العالمية. وظهر واضحًا أن ترامب يحاول توظيف هذا الحدث الرياضي لتدعيم صورته السياسية، وربما استمالة فئات جديدة من الناخبين، مستخدمًا الرياضة كأداة للتأثير الإعلامي والجماهيري.
بين الجدل الذي أثاره حول كأس البطولة، وظهوره اللافت في النهائي، بدا ترامب كما اعتاد دائمًا: لاعبًا سياسيًا بارعًا في جذب الأنظار، حتى في أكثر اللحظات الرياضية تقليدية. وفي انتظار توضيح رسمي من الفيفا، يبقى تصريحه حول الكأس الأصلية محل تساؤل وربما علامة استفهام جديدة في سجل ظهوره الإعلامي المثير للجدل.