وول ستريت تتجاهل تهديدات ترامب الجمركية.. وتراهن على موسم الأرباح رغم مؤشرات التضخم

سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية ارتفاعاً طفيفاً، في ظل تقييم المستثمرين لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن التعريفات الجمركية، وذلك قبيل انطلاق موسم إعلان نتائج أعمال البنوك الكبرى، وصدور بيانات التضخم الرئيسية هذا الأسبوع.

وارتفعت عوائد السندات والدولار، في وقت تراجعت فيه أسعار النفط بسبب غياب خطوات مباشرة تستهدف صادرات الطاقة الروسية، رغم تعهد ترامب بالضغط على موسكو لإجبارها على وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

وتمسك مؤشر "إس آند بي 500" بمستوياته المرتفعة بالقرب من أعلى مستوياته التاريخية، مدعوماً بتصريحات ترامب التي أبدى فيها انفتاحاً على التفاوض، رغم وصفه تهديداته بفرض تعريفات جديدة بأنها جزء من استراتيجية "الصفقات".

موسم أرباح ضعيف قد يتحول إلى فرصة 

ورغم توقعات بأن يكون موسم إعلان الأرباح الأضعف منذ منتصف 2023، يرى خبراء أن انخفاض سقف التقديرات قد يسهم في تجاوز الشركات لهذه التوقعات، مما يدعم استمرار صعود الأسهم الأميركية.

ومع انطلاق موسم النتائج اليوم، يتوقع استراتيجيون أن تخلق هذه التقديرات المتواضعة بيئة مواتية لاستمرار الزخم الإيجابي في السوق.

تهديدات ترامب تلوح بتعريفات جديدة 

أطلق ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع تهديدات بتطبيق تعريفات جديدة بنسبة 30% على واردات المكسيك والاتحاد الأوروبي، مع تحذير للشركاء التجاريين بأن الإجراءات ستدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس ما لم يتم التوصل إلى "شروط أفضل".

ورأى مارك هايفلي، كبير الخبراء في "يو بي إس لإدارة الثروات"، أن تلك التهديدات تدخل ضمن أدوات التفاوض، متوقعاً أن يستقر المعدل الفعلي للتعريفات عند 15%، وهو ما يتيح استمرار صعود مؤشر "إس آند بي 500" خلال العام المقبل.

وأظهر استطلاع أجرته "22V Research" أن المستثمرين يتوقعون وصول معدل التعريفات إلى 17%، ما قد يضيف 28 نقطة أساس إلى التضخم الأساسي في 2025، وهو ارتفاع أقل مما كان متوقعاً سابقاً.

مخاوف من تسارع التضخم وتأثيره على الفيدرالي 

تزامناً مع ترقب صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين، سجلت سندات الخزانة الأميركية خسائر طفيفة، في وقت يرجح فيه أن التضخم قد تسارع خلال يونيو، مدفوعاً بتكاليف الاستيراد المرتفعة التي بدأت الشركات تمريرها إلى المستهلكين.

ويعكس تحرك الأسواق قلقاً من اتساع عجز الميزانية، وتأثير ذلك على سياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

استقرار "بتكوين" ورد فعل السوق الباهت 

تجاوزت عملة "بتكوين" مستوى 120 ألف دولار لفترة وجيزة، في حين وصف كريس لاركن من "إي تريد" رد فعل السوق تجاه تهديدات ترامب بأنه "باهت"، مشيراً إلى أن المستثمرين قد اعتادوا على مثل هذه التهديدات أو باتوا يرونها أقل خطراً من تطبيقها الفعلي.

بدورها، ترى إميلي باورسوك هيل من "باورسوك كابيتال بارتنرز" أن الأسواق لم تعد تستجيب بحساسية كبيرة للخطابات السياسية، معتبرة أن تقييمات مؤشر "إس آند بي 500" أصبحت "مبالغاً فيها".

ترقب دولي وتقييم محدود لنتائج الشركات 

وقالت سيما شاه من "برينسيبال لإدارة الأصول" إن الضغوط التضخمية لا تزال تحت السيطرة، لكنها توقعت أن تؤدي التعريفات في النهاية إلى ارتفاع قراءات الأسعار، ما قد يضغط على الاحتياطي الفيدرالي.

واستناداً إلى استطلاع "22V"، يرى 67% من المستثمرين أن التضخم يسير بمعدل مقبول للفيدرالي، في حين انقسمت التوقعات بشأن رد فعل السوق بين إيجابي ومختلط ومتحفظ.

ويرى جوش روبن من "ثورنبورغ لإدارة الاستثمارات" أن الأسواق لا تنتظر بيانات مفصلية هذا الأسبوع، لافتاً إلى أن وتيرة التداولات تتباطأ في الصيف، مع اعتماد المستثمرين على مؤشرات بعيدة المدى تتعلق بالسياسات التجارية أكثر من نتائج الأرباح.

الأسواق على مفترق طرق بين الأرباح والتعريفات 

قال غلين سميث من "جي دي إس ويلث مانجمنت" إن الموعد الذي حدده ترامب في الأول من أغسطس سيكون فاصلاً، وقد يشهد ردود فعل دولية حاسمة، مضيفاً أن السؤال الرئيس للأسواق هو ما إذا كانت أرباح الشركات قادرة على امتصاص تأثير التوترات التجارية.

أما بريت كينويل من "إيتورو"، فحذر من تباطؤ النمو في الربع الثاني من العام، مما يجعل النصف الثاني أكثر عرضة للتقلبات، ما لم توفر الإدارات التنفيذية نظرة إيجابية تساعد في استقرار السوق.

توصيات إيجابية رغم عدم اليقين 

رغم التحديات، يرى استراتيجيون في "مورغان ستانلي" أن الأسهم الكبرى لا تزال جذابة، مدعومة بتوقعات لأرباح قوية واحتمال صدور قانون جديد للإنفاق المالي.

وعدّل محللو "آر بي سي كابيتال ماركتس" بقيادة لوري كالفاسينا، توقعاتهم لمؤشر "إس آند بي 500" من 5,730 إلى 6,250 نقطة بنهاية العام، مشيرين إلى استمرار وجود "نطاق واسع من السيناريوهات المحتملة" بسبب ارتفاع درجة عدم اليقين.