في تعليق لافت يعكس حجم التحديات السياسية التي تواجهها مصر في المرحلة الراهنة، حذّر الدكتور حامد فارس، الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية، من التلميحات المتكررة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن سد النهضة الإثيوبي، خاصة بعد إعلان إثيوبيا رسميًا اكتمال بناء السد واقتراب افتتاحه في سبتمبر المقبل.
وأكد فارس أن تصريحات ترامب التي تعيد فتح ملف السد في توقيت حساس قد تكون جزءًا من محاولات ضغط غير مباشر على مصر، في إطار سيناريو أمريكي ـ إسرائيلي أوسع يهدف إلى دفع القاهرة نحو الموافقة الضمنية على تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، تحت غطاء ما يُسمى بـ"الحل الإقليمي".
وقال فارس: "إذا كانت هذه التصريحات تهدف إلى خلط الأوراق والربط بين ملف مائي وجودي لمصر وملف القضية الفلسطينية، فنحن أمام محاولة ابتزاز سياسي مرفوضة شكلًا ومضمونًا، ومصر دولة لا تقبل المساومات في القضايا المصيرية".
وأشار إلى أن مصر لطالما تعاملت مع قضية سد النهضة باعتبارها مسألة أمن قومي، ونجحت خلال السنوات الماضية في تدويلها وتحقيق مكاسب دبلوماسية مهمة، مضيفًا: "أي محاولة لربط هذا الملف بأي أجندة سياسية أخرى ستُقابل برفض قاطع، سواء من القيادة المصرية أو من الشعب المصري".
وشدد فارس على أن الموقف المصري من القضية الفلسطينية واضح وثابت، ويرتكز على دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ورفض أي مخطط لتصفية القضية أو تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم.
واختتم تصريحه برسالة حاسمة: "إلى ترامب ومن على شاكلته... مصر لا تقبل بالمساومات، ولا تفرط في أمنها القومي ولا في ثوابتها التاريخية".
