احتياطيات النفط والغاز في المكسيك.. عقبات تهدد تطوير 64 مليار برميل مكافئ

قدّر خبراء احتياطيات النفط والغاز في المكسيك غير التقليدية، التي ما تزال غير مستغلة، بنحو 64 مليار برميل مكافئ.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع، تُمثّل هذه الموارد نحو 60% من احتياطيات البلاد المحتملة من النفط والغاز.

وحاولت الحكومة سابقًا تطوير احتياطيات النفط والغاز في المكسيك دون جدوى، إذ يقول الخبراء، إن العقبات المالية والتنظيمية والقانونية والبيئية والسياسية تجعل من غير المرجّح أن تنجح البلاد أو شركة النفط الحكومية التابعة لها هذه المرة، على الأقل في المدى القصير.

وحظر الرئيس المكسيكي السابق، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، التكسير المائي (الهيدروليكي) "لحماية البيئة"، واقترح ترسيخ الحظر في القانون.

احتياطيات المكسيك من النفط والغاز

مؤخرًا، في فعالية استضافتها إحدى أبرز كليات هندسة النفط، أقرّ الرئيس التنفيذي لشركة "بيمكس" المكسيكية (Pemex)، فيكتور باديلا، بضرورة فهم احتياطيات المكسيك من النفط والغاز غير التقليدية بشكل أفضل، في ظلّ انخفاض احتياطياتها التقليدية.

وقال باديلا: "نريد رأي الخبراء، وأن نعرف ما لدينا من موارد تحت الأرض، والفرص المتاحة، وتكلفتها، وما يمكننا الحصول عليه".

ويحتوي حوض بورغوس في شمال المكسيك -وهو امتداد جيولوجي لحقل إيغل فورد الغزير الإنتاج في تكساس- على حصة كبيرة من احتياطيات البلاد غير التقليدية المقدّرة بـ 64 مليار برميل من المكافئ النفطي، وفقًا لبيانات وزارة الطاقة.

في المقابل، توجد إمكانات إضافية في أحواض سابيناس، وتامبيكو-ميسانتلا، وفيراكروز.

النفط والغاز في المكسيك

قال رئيس شركة موريليتي (Moreletii) لخدمات حقول النفط، خايمي تشابا: "تتمتع المكسيك بإمكانات جيولوجية هائلة، ويمكن للبلاد تطوير هذه الصناعة إذا توافرت الظروف المناسبة، لكنّها ليست كذلك في الوقت الحالي".

وصرّح تشابا، الخبير السابق في مجال التكسير المائي (الهيدروليكي) لدى شركتي شلمبرجيه (Schlumberger) وهاليبرتون (Halliburton)، لمنصة "بلاتس" بأنه ساعد في تطبيق هذه التقنية ببيئات أكثر صعوبة مثل الأرجنتين أو أستراليا، حيث كانت الحقول نائية، أو كولومبيا، حيث كان العنف مرتفعًا.

وأضاف تشابا: "ومع ذلك، تمكّنّا من نشر هذه التقنية ومساعدة عميلنا على زيادة الإنتاج، إذا توفّر المال، فسيقوم القطاع بذلك".

مشكلة التمويل

يقول الخبراء، إن التمويل يُعدّ إحدى المشكلات الرئيسة، ويتطلب تطوير احتياطيات المكسيك غير التقليدية من شركة "بيمكس" شراكة مع شركات تمتلك التكنولوجيا اللازمة.

وبموجب الإطار القانوني الجديد، يجب أن تمتلك "بيمكس" حصة أغلبية في كل مشروع، حسبما قال الزميل غير المقيم لدى "معهد الأميركتين، ليوناردو بلتران.

وأضاف بلتران: "حسبما نعلم جميعًا، لدى "بيمكس" ديون مستحقة، ما يُصعّب توظيف رأس المال اللازم بصفتنا شريك أغلبية".

وتُشير التقديرات إلى أن الاستثمار المطلوب يبلغ مئات المليارات من الدولارات.

وتبلغ ديون "بيمكس" المالية نحو 100 مليار دولار، بالإضافة إلى نحو 20 مليار دولار مستحقة للمورّدين، وفي عام 2024، أعلنت "بيمكس" خسارة صافية قدرها 31 مليار دولار، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتبلغ موازنة "بيمكس" الإجمالية للاستكشاف والإنتاج لعام 2025، 8.9 مليار دولار.

ووفقًا لتحليل كوموديتي إنسايتس، تحتاج "بيمكس" إلى مضاعفة استثماراتها في قطاع الاستكشاف والإنتاج 3 مرّات تقريبًا في عام 2025، للمضي قدمًا في مشروعات محفظتها.

القيود القانونية وتحولات السياسات

يرى المراقبون أن الوضع المالي لشركة "بيمكس" ليس سوى عقبة واحدة، وصرّح الزميل في مجموعة وندسور إنرجي غروب (Windsor Energy Group)، بول سوليفان، بأن الشفافية واستقرار قواعد منح التراخيص وتقديم العطاءات أمران أساسيان لجذب رأس المال.

وأضاف سوليفان: "من المفيد وجود سياسات مستقرة على المدى الطويل، فهذه استثمارات طويلة الأجل، والشركات لا ترغب في تغيير سياساتها في منتصف الطريق".

وقال الرئيس التنفيذي لشركة فلاتستون كابيتال ماركتس، إد رودريغيز: "تتمتع الموارد غير التقليدية في المكسيك بإمكانات جيولوجية هائلة، لكن غياب التسهيلات المؤسسية والمالية والتقنية يحدّ من التطوير".

وأكد رودريغيز أنه دون تحوّل في السياسات العامة، وتشديد اللوائح، والاستثمار في البنية التحتية، واليقين القانوني، سيبقى جذب الاستثمار "سرابًا".

وأضاف الزميل غير المقيم لدى "معهد الأميركتين" ليوناردو بلتران أنه يجب على الحكومة إيجاد طريقة لمعالجة القيود الحالية على التكسير المائي الهيدروليكي.

واقترح أن تُصنّف الإدارة الجديدة للرئيسة المكسيكية، كلوديا شينباوم، هذه المشروعات بتصنيف مختلف، مثل نموذج "مراكز التنمية للرعاية الاجتماعية".

وتُعدّ "مراكز التنمية للرعاية الاجتماعية" مناطق صناعية أنشأتها الحكومة المكسيكية لتحفيز النمو الاقتصادي، لا سيما في منطقة جنوب شرق البلاد الأقلّ نموًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..