في تطور لافت يعكس مسارًا متجددًا في علاقة كييف بواشنطن، أعلن أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، أن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، كيث كيلوج، وصل إلى العاصمة الأوكرانية اليوم الاثنين لإجراء مشاورات رفيعة المستوى تتعلق بالأمن والدفاع والتنسيق بشأن العقوبات المفروضة على روسيا.
وكتب يرماك في رسالة عبر تطبيق "تلغرام" أن جدول أعمال اللقاءات يتضمن ملفات استراتيجية، على رأسها تعزيز التعاون الدفاعي بين أوكرانيا والولايات المتحدة، وتوسيع نطاق العقوبات، وتوفير حماية فعالة للشعب الأوكراني في ظل استمرار التهديد الروسي، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
الزيارة تأتي في أعقاب تصريح مثير للجدل أدلى به ترمب أمس الأحد، أكد فيه نيّته بيع منظومات صواريخ "باتريوت" الدفاعية إلى الاتحاد الأوروبي، في صفقة وصفها بـ"التجارية"، حيث تقوم بروكسل لاحقًا بتزويد أوكرانيا بها. ترمب أوضح أن الولايات المتحدة لن تتحمل أي أعباء مالية في هذه العملية، مضيفًا: "نحن سنرسلها، لكنهم سيدفعون ثمنها. لم نحدد العدد بعد، لكنهم سيحصلون على ما يحتاجونه للحماية".
تفاصيل فنية وزمنية
ولم يكشف ترمب عن الدول الأوروبية المعنية بتحمّل تكلفة الصفقة، كما لم يقدّم تفاصيل فنية أو زمنية، إلا أنه أشار إلى اجتماع مرتقب مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، في واشنطن، ما يعزز فرضية أن الصفقة قد تكون جزءًا من ترتيبات أوسع بين ترمب وحلفائه الأوروبيين في حال فوزه بالرئاسة مجددًا.
تحمل هذه التحركات دلالات متعددة: فهي تُظهر محاولة ترمب لتقديم نفسه كراعٍ للأمن الأوروبي دون أن يثقل كاهل الولايات المتحدة ماليًا، وتضع أوروبا في موقع الممول لاحتياجات الدفاع الأوكراني، في وقت تتزايد فيه الضغوط على كييف لإثبات قدرتها على الصمود بدون الاعتماد المطلق على الدعم الأميركي المباشر.
كما تكشف الزيارة عن جهود أوكرانيا للاستباق السياسي، عبر فتح قنوات مع إدارة ترمب المحتملة، وتأمين وعود دعم خارج الإطار التقليدي لإدارة بايدن، التي تواجه تحديات داخلية حول استمرار تمويل الحرب.
بين دبلوماسية الظل والتجارة العسكرية، يظل أمن أوكرانيا ورقة تفاوض حيوية بين واشنطن وأوروبا، في انتظار ما ستؤول إليه توازنات القوة في البيت الأبيض.