أسعار النفط تتجه لأكبر خسارة أسبوعية منذ عامين رغم انحسار المخاطر الجيوسياسية

في ظل حالة من الترقب التي تسيطر على الأسواق العالمية، تواصل أسعار النفط تقلباتها وسط ضغوط متناقضة بين تراجع توقعات السوق والتوترات الجيوسياسية من جهة، وبين شح الإمدادات في السوق الفورية من جهة أخرى، ما يضع السوق أمام مسار معقد لا يخلو من المخاطر رغم انحسار بعضها مؤخرًا.

فمع ختام تعاملات يوم الجمعة 11 يوليو، سجل خام برنت ارتفاعًا طفيفًا بمقدار 19 سنتًا أو 0.28% ليصل إلى 68.83 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 25 سنتًا أو 0.38% ليبلغ 66.82 دولار للبرميل، وفق بيانات نقلتها وكالة "رويترز".

أسبوع متقلب: مكاسب محدودة وخسائر تلوح في الأفق

وعلى مدار الأسبوع، يستعد خام برنت لتحقيق مكاسب أسبوعية طفيفة تبلغ 0.8%، بينما يتجه خام غرب تكساس نحو تسجيل خسارة أسبوعية بنحو 0.3%، في وقت تراجعت فيه السيولة بسبب إغلاق الأسواق الأمريكية يوم 4 يوليو الماضي.

في الوقت نفسه، قالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الصادر الجمعة إنها رفعت تقديراتها لنمو الإمدادات النفطية خلال العام الحالي، لكنها خفضت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط، مما يعكس صورة مختلطة حول موازين السوق خلال النصف الثاني من العام.

شح الإمدادات يقابل تراجع الطلب.. والسعودية تعزز صادراتها للصين

رغم رفع تقديرات العرض، أشارت الوكالة إلى أن ذروة تشغيل المصافي خلال موسم الصيف لتلبية الطلب على السفر وتوليد الكهرباء يبقي السوق الفورية في حالة شح نسبي.

وفي مؤشر يعكس قوة الطلب الفوري، من المتوقع أن تصدر السعودية نحو 51 مليون برميل من النفط الخام إلى الصين في أغسطس المقبل، وهو أعلى حجم شحنات منذ أكثر من عامين، في وقت خفضت فيه "أوبك" تقديرات الطلب العالمي على النفط للفترة من 2026 إلى 2029، بسبب تباطؤ الطلب في الصين وفق تقريرها السنوي الصادر الخميس.

ضغوط سياسية ورسوم جمركية تهدد الأسواق

وشهدت أسعار النفط انخفاضًا بأكثر من 2% يوم الخميس الماضي، بعد تجدد قلق المستثمرين من تداعيات السياسات الجمركية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على النمو العالمي والطلب على النفط، قبل أن تستعيد الأسعار بعض خسائرها عقب تصريحات ترامب بنيته إصدار بيان "كبير" بشأن روسيا يوم الاثنين، ما أعاد الأسواق لحالة الترقب لاحتمالية فرض عقوبات إضافية على موسكو.

وكتب محللو "آي إن جي" في مذكرة للعملاء: "هذا التصريح قد يثير قلق الأسواق مجددًا بشأن العقوبات ويبقي السوق في حالة ترقب".

ويأتي ذلك بينما تتجه المفوضية الأوروبية إلى اقتراح سقف سعري مرن لصادرات النفط الروسي، ضمن حزمة عقوبات جديدة قد تُعلن هذا الأسبوع، في ظل تصاعد التوترات بين واشنطن وموسكو على خلفية استمرار العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.

نظرة مستقبلية: تقلبات مرتقبة مع استمرار حالة عدم اليقين

وتبقى أسواق النفط العالمية في وضع هش رغم تراجع حدة بعض المخاطر، مع استمرار شح الإمدادات ووجود عوامل جيوسياسية ضاغطة، بينما يراقب المستثمرون سياسات أوبك وخطوات الدول الكبرى تجاه روسيا، في انتظار مؤشرات جديدة قد تحدد اتجاه الأسعار في المدى القصير والمتوسط.