لم تمر سوى ثلاثة أشهر على رحيل الطالبة دعاء جمال، ضحية سائق السيرفيس المخمور، حتى شهدت الفيوم مأساة جديدة تضاف إلى سلسلة الإهمال والجشع على الطرق. هذه المرة كانت الضحية أسماء مجدي أبو الروس، 35 عامًا، أم لثلاثة أطفال، قضت تحت عجلات سائق طائش حوّل لحظة عابرة إلى جرح لا يندمل لأسرتها وأبناءها.
في مساء الجمعة الماضية، كانت"أسماء"تسير بصحبة زوجها وليد سيد فوزي في العقد الرابع من عمره، بالقرب من منطقة الحواتم أمام الخديوي بجوار أبو الحبال بدائرة قسم ثان الفيوم، فجأة داهمتهما سيارة سيرفيس خط (2) تحمل لوحات معدنية رقم 1926 ف م ل، يقودها شاب متهور يدعى محمد حسين وشهرته"سيلا"، لتصطدم بالزوجين وتسحل الزوجة مسافة تقترب من 100 متر في مشهد مأساوي هز قلوب المارة.
مستشفى الفيوم العام
نُقلت الضحية على الفور بسيارة الإسعاف إلى مستشفى الفيوم، وقد كانت تعاني من كسر في الجمجمة ونزيف بالمخ وشرخ في الحوض، بينما لم تتعدَ نسبة الوعي لديها 3%، ورغم محاولات الأطباء إنقاذها، لفظت "أسماء" أنفاسها الأخيرة صباح الأحد، لتترك خلفها ثلاثة أبناء أكبرهم بالصف الأول الإعدادي وأصغرهم لم يتجاوز الخامسة، فيما أصيب زوجها بإصابات متفرقة وكدمات بالرأس، وتلقى الإسعافات اللازمة.
سائقو السرفيس في الفيوم
الواقعة أثارت موجة غضب عارمة بين أبناء الفيوم، الذين عبروا عن صدمتهم من إستمرار مسلسل الدم على الأسفلت، متسائلين عن غياب الرقابة على سائقي السيرفيس الذين يتعامل بعضهم مع الأرواح بمنطق "البلطجة والسرعة الجنونية".
الشرطة ألقت القبض على السائق ومالك السيارة وحررت محضرًا بالواقعة تمهيدًا لعرضهما على النيابة، لكن ذلك لم يخفف من ألم الفقدان لدى أسرة "أسماء" التي تحولت حياتها إلى مأتم دائم، يتيهون بين الفقد والدموع.
ضحية حادث سرفيس الفيوم
"أسماء"لم تكن مجرد ضحية حادث، بل صرخة جديدة تؤكد أن نزيف الدماء على طرق الفيوم لن يتوقف ما لم يتم التصدي بحزم لتجار الأرواح خلف مقود السيرفيس.
