الكنيسة , في صباح يوم 12 يوليو احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد الرسل، وهو أحد الأعياد المهمة في التقويم الكنسي. يأتي هذا العيد بعد صوم استمر 33 يومًا، يعرف بصوم الرسل، وهو من أقدم الأصوام في التقليد المسيحي، ويعود إلى زمن الرسل أنفسهم الذين صاموا كبداية لخدمتهم التبشيرية.
وفي هذا اليوم، ترأس أساقفة الكنيسة القبطية القداسات الإلهية في مطرانياتهم وإيبارشياتهم المختلفة داخل مصر وخارجها، حيث شارك الآلاف من الأقباط في الصلوات التي حملت أجواءً من الروحانية والفرح بانتهاء فترة الصوم وحلول العيد.
وكانت الكنائس القبطية قد نظّمت خلال فترة صوم الرسل ما يُعرف بـ”نهضات روحية”، وهي تجمعات يومية تتضمن صلوات وتأملات وعظات يلقيها الأساقفة والكهنة، لتغذية الروح وتهيئة القلوب لاستقبال العيد.

القديسان بطرس وبولس: رمزان لخدمة متنوعة وموحدة
يرتبط عيد الرسل بذكرى استشهاد القديسين بطرس وبولس، وهما من أبرز الشخصيات في تاريخ الكنيسة الأولى. وقد حرص قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على إحياء هذه الذكرى من خلال قداس خاص أقامه في بيت كرمة كينج مريوط، بحضور مجموعة من شباب الكنيسة المشاركين في أسبوع الخدمة العالمي.
وفي عظة القداس، هنّأ البابا الشباب بالعيد، مشيرًا إلى الرمزية الكبيرة التي يحملها هذا اليوم، حيث يُعتبر بطرس أول التلاميذ، بينما يُعرف بولس بأنه آخر الرسل. ومع اختلاف خلفياتهما وأسلوب خدمتهما، فإن كليهما قدما شهادة قوية للمسيح، وختما حياتهما بالاستشهاد في اليوم نفسه، ليجسدا وحدة الهدف رغم تنوع الوسائل.
أشار قداسته إلى أن هذا التنوع في الخدمة هو مصدر غنى للكنيسة، وأنه مهما اختلفت طرق الكرازة، فإن الهدف واحد، وهو نشر رسالة المسيح في كل مكان.

الأعياد القبطية المتبقية في الكنيسة لعام 2025
بعد انتهاء عيد الرسل، تستعد الكنائس لبقية الأعياد والأصوام في النصف الثاني من عام 2025. تبدأ هذه الفعاليات بصوم السيدة العذراء في 7 أغسطس، يليه عيد التجلي المجيد يوم 19 أغسطس، ثم عيد صعود جسد والدة الإله في 22 من الشهر ذاته.
وفي سبتمبر، نحتفل ب" target="_blank">عيد النيروز، رأس السنة القبطية، يوم 11 سبتمبر، ويليه تذكار ظهور الصليب المقدس يوم 27 سبتمبر. كما يبدأ الصوم الميلادي المقدس في 25 نوفمبر، استعدادًا لعيد الميلاد المجيد.

عيد الرسل في الكنيسة الأرثوذكسية
عيد الرسل ليس فقط مناسبة كنسية للاحتفال بنهاية صوم روحي طويل، بل هو أيضًا فرصة لتأمل عميق في رسالة الرسل وخدمتهم. ومن خلال القداسات، والعظات، والنهضات الروحية، تجدد الكنائس دعوتها إلى أبنائها لعيش الإيمان بصدق، وخدمة الآخرين بتنوع في الأسلوب ووحدة في الغاية.