اقرأ في هذا المقال
- مخاطر تواجه المستثمرين في أميركا بسبب الحرب على طاقة الرياح.
- ترامب أوقف بناء 3 مشروعات طاقة رياح منذ بداية ولايته الثانية.
- يمتلك البيت الأبيض أدوات تنظيميةً لاستهداف طاقة الرياح.
- انخفضت شعبية طاقة الرياح البحرية في أميركا.
- هناك مشروعات طاقة رياح قيد التخطيط تزيد سعتها على 80 غيغاواط.
وضعت سياسة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المناهضة لصناعة طاقة الرياح البحرية المستثمرين وجهًا لوجه أمام "مخاطر سيادية" من شأنها أن تهدد قطاعي الطاقة المتجددة والتقليدية في الاقتصاد الأقوى في العالم.
ويتخوّف المحللون من أن تدفع الحملات العدائية التي يشنها ترمب على طاقة الرياح في أميركا أي إدارة ديمقراطية مستقبلًا إلى أن تحذو الحذو نفسه مع صناعة النفط والغاز؛ ما يضع أميركا في خانة الخاسر النهائي.
ودخلت مشروعات لطاقة الرياح البحرية -قيد التخطيط- في أميركا تزيد سعتها على 80 غيغاواط، نفقًا مظلمًا جراء موقف ترمب العدائي من الصناعة، إلى جانب عوامل أخرى مثل أسعار الفائدة المرتفعة التي تشكل تحديات تمويلية.
ومنذ بداية ولايته الثانية في 20 يناير/كانون الثاني الماضي (2025)، فاجأ ترمب صناعة طاقة الرياح البحرية الأميركية بوقف 3 مزارع في البلاد؛ وهي "ريفليوشن ويند" بعد اكتمال بنائها بنسبة 80%، و"لافا ريدج ويند"، و"إمباير ويند 1"، قبل أن يتراجع البيت الأبيض عن القرار بشأن الأخيرة.
تباطؤ إزالة الكربون
من الممكن أن يتسبب إلغاء ترمب سياسات المناخ وتحفيزات الطاقة المتجددة وترويجه المتواصل للوقود الأحفوري، بخفض وتيرة جهود إزالة الكربون في الولايات المتحدة بأكثر من النصف على مدى السنوات الـ15 المقبلة، وفق محللين.
وحذّر تقرير حديث صادر عن شركة الأبحاث المستقلة روديوم غروب (Rhodium Group)، من أن انبعاثات غازات الدفيئة في أميركا قد ترتفع مجددًا خلال أواخر العقد الجاري حال عدم إعادة السياسات التي شجعت التحول من الفحم والغاز الطبيعي إلى المصادر المتجددة.
وتعثّرت عمليات العديد من شركات الطاقة العالمية في الولايات المتحدة جراء سياسات ترمب بشأن طاقة الرياح البحرية.
فقد أُلغي مشروع مزرعة رياح "ريفليوشن ويند"، على سبيل المثال، التابع لشركة الطاقة المتجددة الدنماركية أورستد، على ساحل جزيرة رود آيلاند.
وتفكر الشركة جديًا خلال الوقت الحالي في طرح حصص ملكية جديدة بقيمة 9 مليارات دولار لجمع تمويلات تساعدها في الخروج من كبوتها المالية وإنعاش مشروعاتها المتعثرة في أميركا.
5 مشروعات مهددة
قال وزير الداخلية الأميركي ورئيس المجلس الوطني للطاقة دوغ بروغوم إن هناك 5 مشروعات طاقة رياح بحرية قيد المراجعة الآن، مشيرًا إلى أن هناك ضبابية تغلف المشهد المحيط بالصناعة البالغة قيمتها مليارات الدولارات في البلاد.
وجاءت تصريحات بروغوم على هامش مشاركته في مؤتمر "غاز تيك 2025" الذي استضافته مدينة ميلان الإيطالية مؤخرًا.
وأضاف: "من وجهة نظر إدارة ترمب، لا يوجد مستقبل لطاقة الرياح البحرية في أميركا لأنها صناعة مكلفة للغاية وليست موثوقة بالشكل الكافي"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي 7 سبتمبر/أيلول الجاري كتب ترمب منشورًا على مواقع التواصل الاجتماعي قال فيه: "أي دولة تعتمد على طواحين الهواء هي دولة ميتة؛ إذ زادت فواتير الطاقة لديها بشكل كبير، وسكانها غاضبون".
وزاد: "طواحين الهواء لا تقتل الطيور فحسب، بل تغتال كذلك العديد من السياسيين السيئين الذين يفقدون وظائفهم بسببها!".

كراهية طاقة الرياح.. أسباب
ثمة عوامل أخرى من المرجح أن تحفز الإدارة الأميركية على ملاحقة مشروعات طاقة الرياح البحرية في أميركا، مثل تراجع شعبيتها.
فقد هوت شعبية طاقة الرياح البحرية في أميركا في أعقاب حملات أطلقتها مجموعات احتجاجية وسياسيون جمهوريون.
ويرى أقل من نصف الأشخاص البالغين في أميركا، أي نحو 44%، أنه ينبغي توسيع مزارع الرياح البحرية في البلاد، تراجعًا من 59% في عام 2022، وفق استطلاع رأي أجرته وكالة "أسوشيتد برس" ومركز نورك لأبحاث الشؤون العامة (Norc Center for Public Affairs Research) .
وهناك عامل أخر يبرر كراهية ترمب لطاقة الرياح البحرية وهي هيمنة شركات أوروبية -وليست أميركية- عليها مثل فيستاس، وأورستد، وسيمنز جاميسا، وإيبردرولا، وإكوينور.
كما تواجه تلك المشروعات مناخًا سياسيًا شديد التعصب حزبيًا؛ علمًا بأن تلك المشروعات مسؤولة عن تزويد الكهرباء بشكل رئيس للولايات التي يقودها الديمقراطيون والمتبنية لجهود تحول الطاقة،
إذ إن تعطيل مشروعات طاقة الرياح البحرية يُتيح مساحة أكبر للغاز الطبيعي والفحم، وهما من الأولويات الرئيسة على أجندة ترامب.
ويمتلك البيت الأبيض أدوات تنظيميةً لاستهداف طاقة الرياح البحرية؛ نظرًا إلى أن معظم المشروعات يتركز على الجرف القاري الخارجي الأميركي؛ وهو ممر مائي خاضع لتنظيم الإدارة الفيدرالية.
"تحرش" غير مسبوق
يحذر النقاد من أن "التحرش" غير المسبوق بشركات الأجنبية التي توفر آلاف الوظائف في الولايات المتحدة، يهدد بنسف هدف إدارة ترمب بشأن زيادة جاذبية البلاد للاستثمارات الأجنبية.
وقال الرئيس التنفيذي لجمعة الطاقة النظيفة الأميركية (American Clean Power Association) ياسون غروميت: "هذه الرسالة المؤسفة إلى المستثمرين واضحة: وهي أن الولايات المتحدة لم تعد مكانًا موثوقًا بَعْد لاستثمارات الطاقة في المدى الطويل".
وجاءت تصريحات غروميت في أعقاب إصدار واشنطن أمرًا تنفيذيًا بوقف أعمال البناء كافة في مشروع مزرعة رياح "ريفليوشن ويند".
مخاطر سيادية
يبدو أن صناعة الطاقة المتجددة ليست الوحيدة التي تعاني آثار سياسات ترمب التجارية؛ إذ تشاركها القلق كذلك صناعة النفط والغاز التي تتخوف هي الأخرى من العدوانية التي تتعامل بها إدارة ترمب مع طاقة الرياح البحرية.
فقد أبدى مسؤول تنفيذي رفيع المستوى مخاوفه إزاء ما سمّاه "المخاطر السيادية" التي تواجه المستثمرين الأجانب كافة، وليس شركات الطاقة المتجددة فحسب، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال: "القلق الرئيس هنا أن وقف المشروعات الحاصلة على تراخيص كاملة قد يوفر لأي إدارة ديمقراطية مستقبلية ذريعةً لملاحقة مشروعات النفط والغاز بطريقة مماثلة".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- آثار حرب ترمب ضد طاقة الرياح البحرية في صناعة النفط والغاز من "فايننشال تايمز".
- مشروعات طاقة رياح تزيد سعتها على 80 غيغاواط تواجه مستقبلًا غامضًا من موفع "إن بي آر".