يشهد قطاع غزة اليوم تصعيدًا خطيرًا مع إصدار جيش الاحتلال الإسرائيلي تحذيرات عاجلة لإخلاء ميناء غزة وحي الرمال وبرج الغفري، تمهيدًا لقصفها، وفق ما أفادت به قناة "القاهرة الإخبارية". ويأتي هذا التطور ليزيد من معاناة المدنيين الذين يواجهون ظروفًا إنسانية بالغة القسوة، وسط نقص حاد في المستلزمات الطبية وتدهور الأوضاع الأمنية داخل القطاع المحاصر.
أزمة إنسانية متفاقمة في غزة
حذر مدير مجمع الشفاء الطبي من وقوع "مجزرة محتملة" جراء أوامر الإخلاء الإسرائيلية التي تضغط على المدنيين للنزوح من مناطقهم. وأكد أن المستشفى يستقبل أعدادًا كبيرة من الجرحى نتيجة الغارات المستمرة، بالإضافة إلى تدفق موجات النازحين. كما أوضح أن المجمع يواجه أزمة غير مسبوقة في توفير الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، ما يهدد بتوقف الخدمات الصحية في أي لحظة، الأمر الذي قد يعرض حياة آلاف المصابين للخطر.
استهداف المدنيين ومخاطر جديدة
تسببت عمليات النزوح الجماعي في ازدحام مراكز الإيواء والمستشفيات، حيث تعجز الطواقم الطبية والمنظمات الإنسانية عن تلبية الاحتياجات المتزايدة. ويخشى مراقبون أن تكون هذه التحذيرات مقدمة لعمليات عسكرية واسعة النطاق، تستهدف مناطق مكتظة بالسكان، ما قد يؤدي إلى ارتفاع غير مسبوق في أعداد الضحايا.

ترامب يوجه رسالة إلى نتنياهو
وفي موازاة التصعيد الميداني، تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات أثارت جدلًا واسعًا، إذ أكد أنه حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على "توخي الحذر الشديد" عند شن أي هجمات خارجية. وقال ترامب في تصريحاته: "نعم، يجب فعل شيء تجاه حماس، لكن على إسرائيل أن تتحلى بالحذر في تحركاتها العسكرية"، مشددًا على أن أي خطوات متسرعة قد تؤدي إلى عواقب خطيرة على استقرار المنطقة.
انعكاسات على السياسة الأمريكية
لم تقتصر تصريحات ترامب على الشأن الخارجي، بل تناولت كذلك الوضع الداخلي الأمريكي. فقد تعهد بإعلان حالة الطوارئ الوطنية في العاصمة واشنطن إذا لم تتعاون الشرطة مع دائرة الهجرة والجمارك. وأكد أن فرض النظام وتشديد قوانين الهجرة سيكونان على رأس أولوياته في حال لم يتم تحقيق الانضباط المطلوب، وهو ما اعتبره مراقبون رسالة مزدوجة تعكس توجهه نحو الحزم سواء في الداخل أو في السياسة الخارجية.
مستقبل الأزمة في غزة
في ظل هذا التصعيد، تتجه الأنظار إلى المواقف الدولية ومدى إمكانية تدخل الأطراف الإقليمية والدولية لوقف دوامة العنف. فالتحذيرات الإسرائيلية الأخيرة توحي بأن القطاع قد يشهد مرحلة جديدة أكثر دموية، خاصة مع الإصرار على استهداف أحياء سكنية كاملة. وفي المقابل، يبقى مصير آلاف المدنيين معلقًا بين خطر القصف ونقص الخدمات الإنسانية، فيما تتزايد الدعوات إلى تحرك عاجل لتفادي كارثة إنسانية وشيكة.