أكد اللواء الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أن الأكاديمية، التي تحتضنها مصر منذ عام 1972، اتخذت قرارًا في عام 2018 بإنشاء فرعها في مدينة العلمين الجديدة، ليس بأساليب التعليم التقليدية، بل بنظام تعليمي مختلف يتماشى مع الرؤية الاستراتيجية للقيادة السياسية 2030، معقبًا: " كنت أؤمن بأن الذكاء الاصطناعي قادم لا محالة، وعلى الرغم من ظهور تطبيقات مثل Chat GPT في نهاية 2023 أو 2024، إلا أننا كنا ندرك أهمية الذكاء الاصطناعي مبكرًا".
أحدث المعامل والروبوتات
وقال “عبد الغفار”، خلال لقائه ببرنامج “صناع الفرصة”، الذي تقدمه الإعلامية منال السعيد، عبر قناة “المحور”، إنه لتحقيق هذه الرؤية استعانت الأكاديمية بالبروفيسور الدكتور علي فهمي، عميد كلية الذكاء الاصطناعي، وهو من أوائل من درس الذكاء الاصطناعي في فرنسا في بداية الثمانينات، كما تم تجهيز الكلية بأحدث المعامل والروبوتات التي لا تُستخدم للاستعراض، بل للبرمجة وتطوير روبوتات كاملة جديدة ونماذج لغوية متقدمة .
وتابع : "إذا كانت دول كثيرة تملك المال، فنحن نملك طرفًا مهمًا جدًا في معادلة الذكاء الاصطناعي الحالي والمستقبل: بناء الإنسان"، مشددًا على أن مصر تستطيع الإسهام بفاعلية في هذه الثورة التكنولوجية الحديثة بما لديها من عنصر بشري إذا تم إعداده بالطريقة السليمة.
التعليم النظري لم يعد هو المطلوب
وأوضح أنه تختلف رؤية الأكاديمية عن التعليم التقليدي، مؤكدًا أن التعليم النظري لم يعد هو المطلوب، مشيرًا إلى أن الأكاديمية تهدف إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع جوانب الحياة التعليمية.
وفي توجه جريء، صرح قائلًا: "لن نقول للطالب في الامتحانات ممنوع استخدام Chat GPT أو أي نظام من تطبيقات الذكاء الاصطناعي؛ بل سنقول له: مستخدمًا تطبيقات الذكاء الاصطناعي، أجب وحلل واعمل، ورينا ماذا فهمت"، موضحًا أن هذا التوجه يهدف إلى تطوير المحاضرين والمعلمين لمواكبة التغيرات المتسارعة في المستقبل.
الذكاء الاصطناعي لن يحل محل أحد
وعن تهديد الذكاء الاصطناعي للوظائف، أعرب عن تفاؤله، مشيرًا إلى أن "وظائف كثيرة ستختفي، لكن وظائف أكثر ستُخلق في المستقبل"، وشدد على أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل أحد، بل "الإنسان الذي يعرف استخدام الذكاء الاصطناعي هو من سيحل محل من لا يعرف".
ونوه بأن الأكاديمية، حتى قبل تأسيس كلية الذكاء الاصطناعي، أولت اهتمامًا كبيرًا بمسابقات البرمجة، واستضافت المسابقة العالمية للبرمجيات تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي شهدت مشاركة أكثر من 2500 شاب من حول العالم، بما في ذلك طلاب من معاهد عالمية مرموقة مثل MIT وستانفورد، معقبًا: "هذه المسابقات هي التي أخرجت جلال، أول مهندس مصري يعمل في تسلا"، يقول اللواء عبد الغفار بفخر.
منصة رقمية متطورة
وتابع: تماشيًا مع رؤيتها، تعتمد الأكاديمية على منصة رقمية متطورة، حيث يتلقى كل طالب نسخة رقمية من الكتب الدراسية على أجهزتهم المحمولة. هذه المنصة تمكن الطلاب من الكتابة، وتلخيص المواد العلمية، وطلب شرح للمادة العلمية بلغات مختلفة، حيث تدعم المنصة أكثر من 80 لغة، بالتعاون مع مايكروسوفت وبتقنيات الذكاء الاصطناعي.
ولفت إلى أن رؤية الأكاديمية لا تقتصر على استخدام التكنولوجيا، بل تتعداها إلى الإنتاج والتطوير، وضرب مثالًا بمشروع الحاصلات الزراعية الضخم الذي يتم تنفيذه في مصر تحت إشراف القيادة السياسية، والذي يعتمد بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي والروبوتات في جميع مراحله، من التلقيح إلى الحصاد، معقبًا: "نحن لا نريد أن نظل مستخدمين، بل نريد أن نصبح منتجين ومطورين لهذه التقنيات"، يؤكد اللواء عبد الغفار.
واستطرد: وفي إطار سعيها لتعزيز التعاون الإقليمي في مجال الذكاء الاصطناعي، تبنى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، دراسة قدمتها الأكاديمية لإطلاق مبادرة للذكاء الاصطناعي في القمة العربية التنموية الأخيرة في بغداد، تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي: حاضر وتحديات ومستقبل وتنمية مستدامة لأمتنا العربية".