وكالة الطاقة الدولية: انخفاض صادرات روسيا ...

انخفاض صادرات روسيا النفطية يكشف تحديات في الطاقة الإنتاجية رغم ارتفاع العائدات

كشفت وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها الشهري، أن صادرات روسيا من النفط الخام والمنتجات النفطية سجلت انخفاضًا ملحوظًا خلال يونيو، لتبلغ أدنى مستوى موسمي منذ خمس سنوات، ما يثير شكوكًا حول قدرة موسكو على دعم طاقتها الإنتاجية وسط العقوبات الغربية وحجب البيانات الرسمية.

وبحسب الوكالة، تراجعت شحنات النفط الروسي إلى 4.68 مليون برميل يوميًا، بينما هبطت صادرات المنتجات النفطية بمقدار 110 آلاف برميل إلى 2.55 مليون برميل يوميًا الشهر الماضي.

بيانات سرية وصعوبات في التقدير الخارجي

منذ بداية الحرب في أوكرانيا، صنفت موسكو بيانات الإنتاج والصادرات كـ«معلومات سرية»، ما جعل تقديرات السوق تعتمد بشكل كبير على تتبع السفن وحساب معدلات تشغيل المصافي والتزام روسيا بحصص الإنتاج في إطار تحالف أوبك+.

وأظهرت بيانات "بلومبرغ" أن صادرات النفط المنقول بحرًا انخفضت إلى أدنى مستوى منذ فبراير الماضي، في حين حافظت المصافي الروسية على معدلات تشغيل قوية رغم أعمال الصيانة الموسمية، مع استهلاك كميات أكبر من الشحنات محليًا لتلبية الطلب الزراعي المتزايد.

تعويض الفائض ومخاوف استدامة الإنتاج

رغم أن روسيا تُعد من أكبر ثلاث دول منتجة للنفط عالميًا، تواجه تحديات في الالتزام الدقيق بحصتها الإنتاجية ضمن تحالف أوبك+. وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن الإنتاج الروسي (باستثناء المكثفات) بلغ 9.19 مليون برميل يوميًا في يونيو، بزيادة 140 ألف برميل عن مستهدف أوبك+، ما يعكس بطء وتيرة الالتزام بخطط خفض الإنتاج لتعويض الفائض السابق.

ارتفاع الإيرادات رغم انخفاض الصادرات

ورغم التراجع الواضح في حجم الصادرات، حققت روسيا قفزة في عائدات التصدير تجاوزت 800 مليون دولار خلال يونيو لتصل إلى 13.6 مليار دولار، بارتفاع نسبته 6.4% مقارنةً بشهر مايو. وعزت الوكالة ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية بفعل المخاوف الجيوسياسية في الشرق الأوسط، والتي دعمت أسعار الخام على الرغم من محدودية الكميات المصدرة.

التقديرات المستقبلية للقدرة الإنتاجية

حتى الآن، لم تعدل الوكالة تقديراتها لطاقة روسيا الإنتاجية المستدامة، والتي تتوقع أن تصل إلى 9.8 مليون برميل يوميًا قابلة للتحقق خلال 90 يومًا من بدء التشغيل الكامل. ومع ذلك، حذّرت من أن استمرار التراجع في التدفقات قد يكشف صعوبات أكبر في صيانة حقول النفط وتعويض الانخفاض الطبيعي في الإنتاج.