سلطت صحيفة “أركيونيوز” المتخصصة في الآثار العالمية الضوء على اكتشاف أثري مثير بالقرب من ضريح الآغاخان على الضفة الغربية لنهر النيل في أسوان، ويقف وراء هذا الاكتشاف المهم فريق بعثة أثرية مصرية-إيطالية بقيادة المجلس الأعلى للآثار وجامعة ميلانو.
وتضمنت الاكتشافات مقابر منحوتة في الصخر من العصرين اليوناني والروماني، ويحتوي الموقع على تابوت حجري بارتفاع مترين مزين بنقوش هيروغليفية محفوظة جيدًا، إلى جانب مومياوات، منها مومياوات أطفال، مما يكشف عن تنوع الممارسات الجنائزية في تلك الحقبة.
المقبرة رقم ٣٨ تُعد الأبرز، حيث تحتوي على غرفة منحوتة بعمق في سفح التل، يؤدي إليها سلم حجري من تسع درجات محاط بمصاطب من الطوب اللبن للقرابين.
ويتميز التابوت الحجري بغطاء مزين بوجه آدمي للمسؤول الرفيع كا-مسيو، وتعلو التابوت زخارف ذهبية وباروكة تقليدية. النقوش الهيروغليفية المحيطة تسجل أدعية لآلهة أسوان المحلية وأسماء أفراد عائلته، مما يوفر رؤية عميقة للتقاليد الدينية والاجتماعية.
وكشفت الحفريات عن غرف دفن متعددة تُظهر التدرج الاجتماعي، حيث دُفنت العائلات الغنية في مناطق مرتفعة، بينما شُيدت مقابر الطبقة الوسطى على المنحدرات. وجود مومياوات أطفال يشير إلى استخدام المقابر عبر أجيال.
من جانبها، أوضحت الدكتورة باتريتسيا بياشنتيني وعضو فريق البعثة فهمي أمين أن تصميم المقابر يعكس تكيف التقاليد المصرية مع تأثيرات الحكم الأجنبي في العصرين البطلمي والروماني، مما يبرز التفاعل الثقافي.
وسلطت الصحيفة الضوء على تصريحات وزير السياحة والآثار شريف فتحي، الذي أكد أن هذه الاكتشافات تبرز التنوع الثقافي واستمرارية الحضارة المصرية، مشيرًا إلى أن أسوان كنز أثري دائم.
وأوضح أن دراسات طبية وبيولوجية ستُجرى في الخريف باستخدام التصوير الطبي لتحليل المومياوات، للكشف عن صحة الأفراد وأسباب وفاتهم، مما يعزز فهمنا للحياة في مصر القديمة ويثري التراث الأثري العالمي.