أخبار عاجلة

سيرة البابا كيرلس الأول الكبير عمود الدين الكنيسة تحتفل بتذكار نياحة القديس

سيرة البابا كيرلس الأول الكبير عمود الدين الكنيسة تحتفل بتذكار نياحة القديس
سيرة البابا كيرلس الأول الكبير عمود الدين الكنيسة تحتفل بتذكار نياحة القديس

البابا كيرلس الأول الكبير عمود الدين في مثل هذا اليوم، بتاريخ 27 يونيو عام 444 ميلادية (160 للشهداء)، رحل الأب العظيم القديس كيرلس الأول، البابا الإسكندري والبطريرك الرابع والعشرون، الذي يعتبر أحد أعمدة الدين ومصابيح الكنيسة الأرثوذكسية. وُلد هذا القديس في عائلة مباركة، حيث كان ابن أخت البابا ثاؤفيلس البطريرك الثالث والعشرين. تلقى تعليمه اللاهوتي والفلسفي في مدرسة الإسكندرية تحت رعاية خاله، وبرز فيها لدفاعه عن الإيمان المسيحي الأرثوذكسي الراسخ.

القديس البابا كيرلس الأول الكبير
القديس البابا كيرلس الأول الكبير

معلومات عن القديس البابا كيرلس الأول الكبير عمود الدين

بعدما استكمل حصته الوافرة من العلوم الدينية والفلسفية، أوفده خاله إلى دير القديس مقار في البرية، حيث تتلمذ على يد الشيخ الفاضل صرابامون. هناك، انكب على دراسة الكتب الكنسية وأقوال الآباء الأطهار، كما عمّق تمرسه بأعمال التقوى والفضيلة لفترة زمنية مكّنته من تزكية عقله وروحه.

بعد أن قضى خمس سنوات في البرية، أرسله البابا ثاؤفيلس إلى الأب سرابيون، الأسقف الحكيم، حيث تعمّق في الحكمة واكتسب المزيد من المعرفة وتدرّب على التقوى والفضائل. لاحقًا، أعاده الأسقف إلى الإسكندرية، فاستقبله خاله بفرح كبير وقام بتعيينه شماسًا وواعظًا في الكنيسة الكاتدرائية، بالإضافة إلى اختياره كاتبًا له. برزت مواهب كيرلس في الوعظ، حيث كان يخاطب قلوب مستمعيه ببلاغته وفصاحته وقوة تأثيره، مما أكسبه شهرة واسعة بفضل علمه وتقواه وأسلوبه المؤثر في التعليم.

القديس البابا كيرلس الأول الكبير
القديس البابا كيرلس الأول الكبير

القديس البابا كيرلس الأول الكبير عمود الدين

عند نياحة خاله البابا ثاؤفيلس تم تعيين البابا كيرلس خلفًا له في 20 بابه من نفس العام (17 أكتوبر 412 م.). سطع نجم الكنيسة تحت قيادته، إذ خصص جهوده لمناهضة العبادة الوثنية والدفاع عن الديانة المسيحية. وبدأ بتفنيد ادعاءات الإمبراطور يوليانوس الكافر الواردة في مؤلفاته العشرة التي كانت محل اعتزاز الشباب الوثنيين باعتبارهم أنها أضعفت أساسات الدين المسيحي. ردّ البابا كيرلس على هذه الافتراءات باستخدام أدلة قوية وحجج دامغة وأسلوب مقنع.

القديس البابا كيرلس الأول الكبير واجه أصحاب البدع

كما واجه القديس البابا كيرلس الأول الكبير عمود الدين أصحاب البدع، حيث نجح في إغلاق كنائسهم ومصادرة أدواتها. وبلغت الأمور حد طرد اليهود من الإسكندرية، مما أدى إلى اندلاع قتال وشغب بين اليهود والمسيحيين. ونتج عن ذلك تصاعد النزاع بين الوالي و البابا كيرلس العظيم، الذي رغم تمسكه بقيم وتعاليم المسيحية، سعى بنفسه نحو الصلح مع الوالي. لكن الأخير رفض الصلح، مما أدى إلى استمرار الخلاف بينهما لفترة طويلة.

صلوات الكنيسة القبطية

يُعتبر قانون الإيمان جزءًا جوهريًا من صلوات الكنيسة القبطية، حيث يُسبق بمقدمة تحمل عمقًا روحيًا واعترافًا بأمومة العذراء مريم، أم النور الحقيقي، والقديسة المبجلة والدة الإله. هذه المقدمة، “نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة مريم والدة الإله”، لا تزال تُردد في الكنيسة حتى يومنا هذا قبل تلاوة قانون الإيمان.

وفي سياق التاريخ الكنسي، شهدت الكنيسة جدلًا لاهوتيًا كبيرًا أثناء عصر الإمبراطور نسطور، الذي نُفي في عام 435 ميلادي إلى مصر واستقر في أخميم حتى وفاته في عام 440 ميلادي. في تلك الفترة، قام البابا كيرلس الأول بإعداد “الإثني عشر فصلًا” التي تناولت

قضية الإيمان المستقيم وفضحت معتقدات نسطور. وعلى الرغم من وجود معارضة من الأنبا يوحنا بطريرك أنطاكية وبعض الأساقفة الشرقيين الذين دعموا نسطور، إلا أنهم عادوا لاحقًا إلى الوفاق مع الكنيسة القبطية، مما مثل انتصارًا آخر لكيرلس الأول في الدفاع عن العقيدة الأرثوذكسية.

البابا كيرلس الأول الكبير، الذي اشتهر بغزارة إنتاجه العلمي واللاهوتي، شرح في رسائله ومقالاته العقيدة المتعلقة بطبيعة المسيح الواحد، مُثبتًا أن “الله الكلمة طبيعة واحدة ومشيئة واحدة وأقنوم واحد متجسد” (μία φύσις τοῦ θεοῦ λόγου σεσαρκωμένη). وقد حرّم كل من يحاول التفريق بين المسيح أو الخروج عن هذا الاعتقاد.

البابا كيرلس الأول الكبير عمود الدين
البابا كيرلس الأول الكبير عمود الدين

البابا كيرلس الأول الكبير شرح الأسفار المقدسة

إلى جانب ذلك، تميّز البابا كيرلس الأول الكبير بالأعمال الخالدة التي شملت شرح الأسفار المقدسة بكل عمق ودقة. وبعد أن أتم سنوات طويلة من الجهاد الروحي والخدمة على كرسي الإسكندرية الذي دامت مدته إحدى وثلاثين سنة وثمانية أشهر وعشرة أيام، أصابه المرض لفترة قصيرة قبل أن يتنيح بسلام تاركًا إرثًا عظيمًا للكنيسة والأجيال التالية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مفاجأة في الذهب والنفط.. الصين تفرض قيودا على واردات الاتحاد الأوروبي .. "رسوم ترامب" تهدد أوروبا - غاية السعودية
التالى لعبة مجانية جديدة على Steam بتقييم 9.5/10، لا تفوت الفرصة الان - غاية السعودية