أثارت واقعة تشبيك الأيدي مع آبي أحمد في قمة “بريكس” 2025 بالبرازيل، عاصفة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث التقطت العدسات رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ونظيره الإثيوبي آبي أحمد وهما يتصافحان بالأيدي، لتصبح هذه اللقطة محور نقاش واسع يعكس عمق الخلافات القائمة بين البلدين حول قضية سد النهضة الشائكة.
واقعة تشبيك الأيدي مع آبي أحمد
في لحظة بروتوكولية بحتة، وقف قادة الدول المشاركة في قمة بريكس لالتقاط الصورة الجماعية التقليدية، إلا أن تشابك أيدي رئيسي وزراء مصر وإثيوبيا خطف الأنظار، وسرعان ما انتشرت الصورة كالنار في الهشيم، حيث حللها النشطاء كلٌ على طريقته، رابطين بينها وبين مسار المفاوضات المتعثرة والتوتر المستمر الذي يحيط بملء وتشغيل السد الذي تعتبره القاهرة تهديدًا لأمنها المائي.
توضيح مصري لإنهاء التكهنات
أمام هذا التفاعل الكبير، خرج رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، بتصريحات إعلامية حاسمة ليضع النقاط على الحروف، مؤكداً أن الصورة المتداولة تم اجتزاؤها من سياقها وأنها لا تتعدى كونها لقطة بروتوكولية عادية يقف فيها جميع المشاركين على منصة واحدة، وأوضح أن ترتيب وقوف الوفود لم يكن لمصر أي دور فيه، حيث وجدت نفسها بين ممثلي إثيوبيا وإيران وفقاً للتنظيم المتبع في مثل هذه المحافل الدولية.

تصريحات إثيوبية متزامنة تصب الزيت على النار
تزامنت هذه الصورة مع تصريحات نارية لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد والتي زادت من تعقيد المشهد، حيث أعلن أن بلاده عازمة على افتتاح سد النهضة بشكل رسمي في شهر سبتمبر المقبل عقب انتهاء موسم الأمطار، بل ووجه دعوة لكل من مصر والسودان للمشاركة في هذا “الحدث التاريخي”، زاعماً أن السد لن يتسبب بأي ضرر لمصالح دولتي المصب وأن سد أسوان لم يفقد لتراً واحداً من مياهه بسبب السد الإثيوبي، معرباً في الوقت ذاته عن استعداده لمواصلة الحوار.
بين لغة الجسد وواقع السياسة
وهكذا، بينما قد تبدو مصافحة عابرة في قمة دولية بادرة أمل أو انفراجة محتملة، فإن الواقع السياسي وتصريحات المسؤولين تكشف أن الطريق لا يزال طويلاً وشائكاً، فهذه الصورة التي جمعت مدبولي وآبي أحمد تظل مجرد لقطة في سجل حافل بالخلافات، وتؤكد أن الأزمات الكبرى كقضية سد النهضة لا تُحل بصورة بروتوكولية، بل تتطلب إرادة سياسية حقيقية وتوافقات تضمن مصالح جميع الأطراف.