استكمل البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال عظته الأسبوعية في كنيسة القديسين مار مرقس الرسول والبابا بطرس خاتم الشهداء بمنطقة سيدي بشر في الإسكندرية، سلسلة “حكايات الشجرة المغروسة”، حيث تناول اليوم موضوع “صمود الإيمان”. استهل البابا قراءته بمقتطفات من الأصحاح الخامس في رسالة القديس يوحنا الرسول من الأعداد 1-4، قبل أن يتوغل في سرد تاريخي شيّق.

البابا تواضروس الثاني عن البابا بطرس الأول
تحدث البابا تواضروس الثاني عن بداية حكاية اليوم مع تولّي البابا بطرس الأول كرسي الإسكندرية في عام 301 ميلادي، والذي لُقّب بـ “خاتم الشهداء” نظرًا لانتهاء عصر الاستشهاد في الفترة الزمنية التي عاصرتها الكنيسة تحت قيادته. وأشار إلى بذور الرهبنة التي بدأت بالتطور في بدايات القرن الرابع الميلادي، وهو ما يُشار إليه ضمن قانون الإيمان بـ “تهليل الصديقين”، مؤكداً أن “تهليل” يُجسد حياة الصلاة والتسابيح، ويُعتبر شكلًا من أشكال الاستشهاد الأبيض المرتبط بالنسك والتوبة العميقة التي تُمارس في البرية.

منشور “ميلان”منح حرية العبادة واعتبر المسيحية دينًا
كما تناول البابا تواضروس الثاني زمن إصدار منشور “ميلان”، الذي قام الملك قسطنطين بإصداره عام 313 ميلادي، حيث منح حرية العبادة واعتبر المسيحية دينًا قائمًا إلى جانب الأديان الوثنية الأخرى. هذا القرار فتح أبواب السلام للعالم المسيحي مدة امتدت نحو 12 عامًا. وسط هذا الهدوء النسبي، ظهرت بدعة آريوس المهرطق الذي اشتهر بنشر أفكاره المضللة عبر الأغاني لإقناع العامة باعتقاداته التي أنكرت ألوهية السيد المسيح.
في عام 325 ميلادي، نظم البابا ألكسندروس مجمعًا محليًا في الإسكندرية بحضور 100 أسقف للرد على هذا الفكر المنحرف وإصدار قرار بحرمان آريوس. لكن الانقسامات بين المؤمنين استمرت، ما دفع الملك قسطنطين للدعوة لعقد مجمع نيقية المسكوني بحضور 318 أسقفًا، بالإضافة إلى البابا ألكسندروس وتلميذه الشماس أثناسيوس الذي أصبح لاحقًا القديس البابا أثناسيوس الرسولي.

المجمع الذي يعكس ضرورة الاجتماع فكرة التلمذة
اختتم البابا عظته بتسليط الضوء على مفهومين مهمين: الأول هو المجمع الذي يعكس ضرورة الاجتماع لمناقشة الاختلافات، والثاني هو التلمذة التي تُعبّر عن أهمية تسليم الإيمان المستقيم من جيل إلى آخر. وقد استشهد بعلاقة التلمذة بين البابا ألكسندروس والشماس أثناسيوس، وكذلك بين البابا ألكسندروس والبابا أرشيلاوس الذين كانوا تلاميذ للبابا بطرس الأول.