يحتفل العراقيون وأهالي مدينة الموصل بمرور الذكرى الثامنة على تحرير المدينة من قبضة تنظيم داعش الإرهابي في 10 يوليو من العام 2017، بعدها انطلقت الحكومة العراقية بدعم من المجتمع الدولي والمنظمات الأممية في استعادة روح المدينة، من خلال إعمارها والعمل على استعادة الحياة إليها في صورتها الطبيعية، مثل عودة المكتبات والمؤسسات التعليمية والثقافية للعمل مجددا، مع فتح الأسواق والمطارات والطرق لتعزيز النمو الاقتصادي لأهالي المدينة.
في تدوينة لرئيس الحكومة العراقية المهندس محمد شياع السوداني، عبر منصة إكس، قال إنه في مثل هذا اليوم، توجت قواتنا الأمنية بمختلف صنوفها، تضحياتها العظيمة بإعلان تطهير الموصل من دنس عصابات داعش الإرهابية، وهزيمة قوى الإرهاب التي انكسرت شوكتها بفعل بطولات العراقيين.
دعم الاستقرار
وأكد "السوداني" أنه مع حلول هذه الذكرى، فإننا نؤكد مواصلتنا العمل من أجل تعزيز الاستقرار في وطننا الحبيب، واستكمال مشاريع الإعمار والتنمية في كل مدن العراق، ومنها الموصل التي تشهد اليوم مشاريع خدمية واستراتيجية سنعلن عن إنجاز العديد منها قريبا.
وحذر رئيس الحكومة من عودة السياسات الخاطئة التي ساعدة التنظيم الإرهابي من السيطرة على المدن العراقية، مؤكدا أن هذه المناسبة تستدعي الاعتبار ممّا حصل سابقاً بسبب السياسات الخاطئة التي ساعدت قوى الشر من أن تجد لها مكاناً على أرض العراق لتعبث بأمنه ومقدراته.
تضحيات أبطال جهاز مكافحة الإرهاب
بدوره، قال الفريق كريم التميمي، رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، إن هذا اليوم التاريخي يستحضر في وجداننا تضحيات أبطال جهاز مكافحة الإرهاب، ورفاقهم من القوات المسلحة العراقية، الذين خاضوا معارك الشرف والكرامة، وسطروا ملحمة وطنية عظيمة أعادت للموصل وجهها الحقيقي، وأثبتت أن العراق لا يُهزم طالما فيه رجال آمنوا بترابه ودافعوا عنه.
وشدد التميمي على أن جهاز مكافحة الإرهاب مستمر في حماية منجزات التحرير وملاحقة بقايا الإرهاب بكل قوة وبعزيمة لاتلين. موجها التحية لكل أسر الشهداء وأبطال العراق الذين ضحوا من أجل حماية وطنهم.
تدمير المنشآت
يشار إلى أن التنظيم الإرهابي حرص على تدمير المنشآت والمؤسسات والبنية التحتية مع إحساسه بالهزيمة والانتهاء، وقبل شهر من سقوط التنظيم ودحره في المدينة، كانت القوات العراقية قد أطلقت في يونيو2017 هجوما لطرد التنظيم الإرهابي من آخر مواقعه في الموصل. إلا أن التنظيم في 21 يونيو، أقدم على تفجير منارة الحدباء التاريخية وجامع النوري الكبير الذي شهد الظهور العلني الأول لزعيمه أبو بكر البغدادي الذي قتل في غارة أمريكية عام 2019.
وقطعت المدينة شوطًا كبيرًا في طريق استعادتها للتعافي، حيث فتحت المدارس والجامعات أبوابها أمام الطلاب، وأيضا عملت المحاكم والمكتبات العامة، وفتحت بها بعض القنصليات الأجنبية، وذلك في خطوات كبيرة من أجل استعادة الحياة وروحها بعد فترة وصفها جهاز مكافحة الإرهاب العراقي بأنها "فترة مظلمة من تاريخ العراق، بددتها شمسُ التحرير، بجهود أبطال القوات الأمنية، لتبقى بطولاتهم محفورة على جبين التاريخ".