أكد الدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق أنه خلال أقل من 48 ساعة، شهد قطاع الكهرباء في مصر وقوع حادثتين منفصلتين في اثنتين من محطات نقل الكهرباء، ما أسفر عن نشوب حرائق وانقطاع مؤقت في التغذية الكهربائية بكل من محطة محولات الورديان بمحافظة الإسكندرية، ومحطة محولات العاشر من رمضان.
ورغم اختلاف التفاصيل الفنية لكل حادث، إلا أن المؤشرات الأولية تُسلط الضوء على أهمية مراجعة برامج الصيانة الوقائية والتنبؤية، وضرورة الوقوف أمام تلك الوقائع لاستخلاص الدروس وتعزيز استقرار الشبكة القومية للكهرباء، خصوصًا في ظل موجات الحرارة الشديدة وزيادة الأحمال الكهربائية خلال فصل الصيف.
تفاصيل الحادث الأول – محطة الورديان:
شهدت المحطة فصلًا في الدائرة رقم (1) ميناء الإسكندرية جهد 66 ك.ف، مما أدى إلى حدوث قصر في محول التيار، تسبب في انسحاب الجهد عن المحطة واندلاع حريق، وفقًا لما تم تداوله في وسائل الإعلام.
تفاصيل الحادث الثاني – محطة العاشر من رمضان:
وقع الحادث نتيجة انفجار في مغير الجهد داخل أحد المحولات، مما أسفر عن حريق جزئي وتوقف في التغذية الكهربائية. وتشير بعض المصادر إلى احتمالية ارتباط الحادث بتأجيل أو ضعف كفاءة أعمال الصيانة الفنية.
وأشار الوكيل إلى وجود دلالات مشتركة:
تؤكد الحادثتان على أن الصيانة الدورية والتنبؤية لم تعد خيارًا، بل أصبحت ضرورة حتمية لضمان أمن واستمرارية المنظومة الكهربائية، خاصةً مع التغيرات المناخية وزيادة الضغط على الشبكة خلال أشهر الصيف.
خطوات مقترحة لتعزيز استقرار الشبكة الكهربائية:
1. تحديث برامج الصيانة الوقائية الذكية، مع إدماج تقنيات التنبؤ بالأعطال والمراقبة اللحظية للمعدات.
2. مراجعة أداء المعدات وتقييم مدى توافقها مع طبيعة المناخ والبيئة التشغيلية المصرية.
3. تحسين نظم إدارة المحطات، مع تطوير إجراءات السلامة والتدخل السريع في حالات الطوارئ.
4. رفع كفاءة الكوادر الفنية وتأهيلها بشكل مستمر لمواجهة الأعطال المفاجئة والاستجابة للأزمات.
5. الاستفادة من الوقائع السابقة في تحديث الأدلة التشغيلية، وبناء خطط أكثر مرونة وتنبؤية.
في الختام:
الحادثتان تمثلان ناقوس خطر وفرصة في آنٍ واحد؛ فالصيانة لم تعد إجراءً روتينيًا بل باتت ركيزة استراتيجية لضمان استدامة الطاقة الكهربائية في مصر، في وقت تتزايد فيه التحديات التشغيلية. ويُعد تعزيز أدوات الرصد والاستجابة السريعة، إلى جانب تطبيق الصيانة الذكية، من أهم السبل لتقليل فرص تكرار مثل هذه الحوادث والحفاظ على كفاءة واستقرار المنظومة.