في مواجهة أوروبية بنكهة عالمية، يضرب عشاق كرة القدم موعدًا مع واحدة من أشرس مباريات نصف نهائي كأس العالم للأندية 2025، حيث يلتقي باريس سان جيرمان الفرنسي بنظيره ريال مدريد الإسباني، الأربعاء الموافق 9 يوليو، على أرضية ملعب ميتلايف بولاية نيوجيرسي الأمريكية، في تمام الساعة العاشرة مساء بتوقيت القاهرة، تحت إدارة الحكم البولندي الدولي سيمون مارشينياك.
المباراة ليست مجرد لقاء في بطولة كروية، بل هي امتداد لسلسلة طويلة من المواجهات التاريخية بين اثنين من أعمدة الكرة الأوروبية، تخللتها انتصارات مدوية وتاريخية، ومواجهات لا تنسى في بطولات أوروبا المختلفة.
وتأتي هذه القمة وسط طموحات متباينة من كلا الطرفين ريال مدريد يسعى لتأكيد زعامته العالمية كأكثر نادي تتويجًا بلقب كأس العالم للأندية، وباريس سان جيرمان يبحث عن كتابة فصل جديد في تاريخه الحديث بعد تحقيق أول لقب في دوري أبطال أوروبا منذ أشهر قليلة.
بدأت قصة الصراع بين باريس سان جيرمان وريال مدريد مطلع التسعينيات، حينما التقيا في ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي موسم 1992-1993. في مباراة الذهاب، فاز ريال مدريد على ملعبه بنتيجة 3-1، لكن باريس فجر مفاجأة من العيار الثقيل في لقاء الإياب بملعب حديقة الأمراء، حيث قلب الطاولة وفاز 4-1 ليقصي الملكي بمجموع 5-4، في واحدة من أعظم الريمونتادات في تاريخ الكرة الأوروبية.
وفي الموسم التالي، تكرر الصدام الأوروبي في كأس الكؤوس الأوروبية، ونجح باريس مجددا في إقصاء ريال مدريد، بعد الفوز عليه في مدريد 1-0 والتعادل في باريس 1-1، ليؤكد تفوقه على الملكي في مواجهات التسعينيات.
إلا أن العقد الأخير شهد انقلابًا في الموازين، حيث تمكن ريال مدريد من فرض سيطرته في أكثر من مناسبة، أبرزها في دوري أبطال أوروبا موسم 2017-2018، عندما أطاح بباريس من دور الـ16 بنتيجة إجمالية 5-2، ثم عاد ليكرر الأمر ذاته في موسم 2021-2022 بعد ثلاثية تاريخية من كريم بنزيما في لقاء الإياب، قلبت تأخر ريال إلى فوز درامي 3-1 بعد الهزيمة ذهابا 1-0.
إحصائيات وأرقام
خاض الفريقان حتى الآن 13 مواجهة رسمية في مختلف البطولات الأوروبية، حقق خلالها كل فريق 5 انتصارات، وانتهت 3 مباريات بالتعادل، مما يعكس التكافؤ الشديد بين الطرفين رغم الفوارق في التتويجات القارية.
وتعد أكبر نتيجة سجلها باريس سان جيرمان في مواجهاته ضد الريال، هي الفوز بنتيجة 4-1 في إياب كأس الاتحاد الأوروبي عام 1993، بينما حقق ريال مدريد أكبر انتصار له بنتيجة 3-1 في دوري الأبطال عام 2018.
يدخل باريس سان جيرمان هذه المواجهة بثقة كبيرة، بعدما توج بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه بفوز ساحق على إنتر ميلان بنتيجة 5-0 في المباراة النهائية.
ويأمل الفريق الباريسي في مواصلة مسيرته نحو اللقب العالمي، وتأكيد أن ما تحقق في أوروبا لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة مشروع طويل الأمد
في المقابل، فإن ريال مدريد الذي يمتلك الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بدوري الأبطال، يسعى لإضافة لقب جديد لخزينته من كأس العالم للأندية، حيث يمتلك خبرة عريضة في خوض مثل هذه المباريات، وتشكيلة مدججة بالنجوم بقيادة تشابي الونسو، وعلى رأسهم فينيسيوس جونيور، بيلينجهام ومبابي.
معركة الحسم
المواجهة المرتقبة تمثل نهائيا مبكرا لبطولة كأس العالم للأندية، فهي تضم اثنين من أكبر أندية القارة العجوز، وتمثل تحديا نفسيا وتكتيكيا كبيرا لكلا المدربين.
ومع أنصاف الفرص التي قد تحسم مثل هذه المواجهات، من المتوقع أن تكون المباراة مغلقة تكتيكيا في بدايتها، قبل أن تنفتح في الشوط الثاني مع تصاعد التوتر والإثارة.
سواء ابتسمت الكرة لخبرة الميرينجي، أو لصعود طموح الباريسيين، فإن المتفرج العالمي سيكون هو الرابح الأكبر في قمة تنقل من قاعات أوروبا إلى سماء الولايات المتحدة.
