في خطوة تعكس انفتاحاً متزايداً في العلاقات الاقتصادية بين دمشق وأنقرة، أصدر الجانبان السوري والتركي بياناً مشتركاً اليوم الثلاثاء تحت عنوان "أهداف مشتركة، مستقبل مشترك"، وذلك عقب اجتماع رفيع المستوى في العاصمة التركية أنقرة، جمع وفداً اقتصادياً سورياً برئاسة وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور نضال الشعار، ونظيره التركي وزير التجارة عمر بولاط.
اتفاقات بأكثر من 5 مليارات دولار
شهد الاجتماع توقيع أكثر من 10 اتفاقيات بين مؤسسات رسمية وخاصة من كلا البلدين، تشمل مجالات متعددة في التجارة، التنمية، والبنية التحتية، مع الإعلان عن هدف تجاري قصير الأجل بقيمة 5 مليارات دولار، في خطوة وُصفت بالتاريخية لإعادة بناء جسور التعاون بين البلدين الجارين.
آليات مؤسساتية لتعزيز التعاون
وتضمن البيان المشترك الإعلان عن:
إعادة تأسيس "مجلس الأعمال التركي-السوري" ضمن مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية، بهدف جمع ممثلي الأعمال في البلدين بشكل دوري.
إنشاء اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة التركية-السورية (ETOK)، لتكون منصة رسمية لمعالجة جميع الملفات الاقتصادية والتجارية، مع تحديد "خرائط طريق" واضحة للفترة المقبلة.
مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التنمية الإدارية والحوكمة، تستهدف تطوير البنية المؤسسية السورية وتحسين جودة الخدمات العامة.
بنية تحتية وتجارية متكاملة
واتفق الطرفان على تعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية، خصوصًا:
تطوير المعابر الجمركية السورية، وتحسين إجراءات العبور والتبادل التجاري.
وضع نماذج حديثة لإعادة بناء الصناعة السورية، من خلال تبادل الخبرات والتقنيات الحديثة في مجال الأتمتة والتجمعات الصناعية.
توسيع التعاون في مشاريع إعادة الإعمار، بما يشمل تأهيل الطرق والجسور والسكك الحديدية المتضررة من الحرب، بدعم من الشركات التركية.
الطاقة والنقل والشراكة الاستثمارية
في قطاع الطاقة، أشاد البيان بتفعيل خط أنابيب الغاز الطبيعي بين تركيا وحلب، كما تم الاتفاق على فتح المجال أمام الشركات التركية للمشاركة في مشاريع إعادة الإعمار عبر نماذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم للطرق السريعة، لتسهيل حركة الطيران والبضائع، مع الإشارة إلى وجود 17 رحلة جوية أسبوعية حالياً بين تركيا وسوريا.
نحو شراكة اقتصادية شاملة
وفي ختام البيان، أعلن الوزيران بدء مرحلة جديدة من التفاوض حول اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين البلدين، تهدف إلى التكامل التجاري وتسهيل الحركة الاقتصادية، في نموذج تسعى الدولتان إلى أن يكون قابلاً للتطبيق في المنطقة ككل.
وتستمر زيارة الوفد السوري إلى أنقرة حتى الخميس 7 أغسطس، حيث من المتوقع إجراء جولات ميدانية ولقاءات موسعة مع المسؤولين وممثلي القطاع الخاص، لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات وتعزيز آليات التعاون المستقبلي.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك