يتقدّم الطلب على الكهرباء في أفريقيا بخطى متسارعة، مدفوعًا بموجات النمو السكاني واقتصادات ناشئة تبحث عن موطئ قدم في السوق العالمية.
فخلال العام الماضي (2024)، سجّل الطلب على الكهرباء في القارة السمراء نموًا بنسبة 3.7%، ليصل إلى 759 تيراواط/ساعة، مقارنة بـ732 تيراواط/ساعة في 2023.
وتوقع تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، ارتفاع الطلب على الكهرباء في أفريقيا خلال العام الحالي (2025) بنسبة 5.4%، ليصل إلى 800 تيراواط/ساعة.
كما يتوقع ارتفاع الطلب في القارة السمراء بنسبة 4.7% خلال العام المقبل (2026) ليلامس حاجز 838 تيراواط/ساعة.
ورغم أن عدد سكان أفريقيا يتجاوز 1.5 مليار نسمة أو ما يعادل 19% من سكان العالم؛ فإنها لا تمثل سوى 3.1% من الطلب العالمي على الكهرباء.
ويعيش أغلب سكان القارة -ولا سيما منطقة جنوب الصحراء الكبرى- دون كهرباء أو طهي نظيف، وحتى من نال حظه من الضوء، يعيش تحت رحمة انقطاعات متكررة، مع انخفاض معدل استهلاك الفرد مقارنة بالمتوسط العالمي.
نمو الطلب على الكهرباء في أفريقيا
بعد عقد من النمو البطيء، استعاد الطلب على الكهرباء في أفريقيا زخمه خلال العام الماضي، ليقترب من معدل النمو العالمي البالغ 4%.
ويعكس ذلك تحولات لافتة في اقتصادات القارة، مدفوعة بتوسع حضري سريع، وارتفاع في استهلاك الكهرباء على صعيد القطاعين السكني والصناعي.
وخلال السنوات الـ5 الماضية، أسهمت الطاقة النظيفة في تلبية 54% من إجمالي نمو الطلب، في حين جاءت النسبة المتبقية والبالغة 46% من الوقود الأحفوري، بحسب بيانات مركز أبحاث الطاقة إمبر.
وفي 2024، ارتفع إجمالي إنتاج الكهرباء في أفريقيا بنسبة 4%، ليصل إلى 964 تيراواط/ساعة، مقارنة بـ924.3 تيراواط/ساعة في 2023.
ويتربّع الغاز الطبيعي على عرش خريطة إنتاج الكهرباء الإفريقية؛ إذ بلغت حصته في مزيج الكهرباء 43% خلال عام 2024، كما يرصد الرسم التالي من إعداد وحدة أبحاث الطاقة:
وقفز إنتاج الكهرباء بالغاز في أفريقيا خلال العقد الماضي بنسبة 52%، مدفوعًا بتوسع دول شمال أفريقيا في الاعتماد عليه لتغطية الطلب المتزايد لعدد سكانها المتسارع.
في المقابل، ظل إنتاج الكهرباء بالفحم -ثاني أكبر مصدر للكهرباء في أفريقيا- شبه ثابت منذ عقدين، باستثناء جنوب أفريقيا التي تهيمن وحدها على 84% من إنتاج الفحم في القارة.
ورغم إمكانات الطاقة النظيفة في القارة السمراء؛ فلم تتجاوز حصة الطاقة الشمسية 4% من إجمالي الإنتاج في 2024، وفقًا للبيانات التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
وعلى صعيد متصل، يفرض الانتقال إلى مسار خفض الانبعاثات أمرين؛ تحول جنوب أفريقيا بعيدًا عن الفحم، وتقليص اعتماد شمال القارة على الغاز لإنتاج الكهرباء.
أما بقية دول القارة، فتواجه تحديًا في توفير الكهرباء للمحرومين منها بحلول عام 2030، كما ينص الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة.
الطلب على الكهرباء عالميًا
يشير التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية إلى أن الطلب العالمي على الكهرباء سينمو بنسبة 3.3% خلال العام الجاري ليسجل 28.307 ألف تيراواط/ساعة، وسيواصل الارتفاع خلال العام المقبل ليستقر عند 29.347 ألف تيراواط/ساعة، أي بنسبة نمو 3.7%.
وعلى صعيد باقي المناطق، فمن المتوقع ارتفاع الطلب على الكهرباء في الشرق الأوسط بنسبة 3.3%، من 1285 تيراواط/ساعة في 2024 إلى 1328 تيراواط/ساعة خلال عام 2025، ثم إلى 1372 تيراواط/ساعة في عام 2026.

وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تشير التوقعات إلى قفزة كبيرة في الطلب من 14.396 ألف تيراواط/ساعة في 2024 إلى 15.013 ألف تيراواط/ساعة عام 2025، ثم إلى 15.764 ألف تيراواط/ساعة خلال 2026.
أما في الأميركتين؛ فيُتوقع أن يرتفع الطلب من 6.227 ألف تيراواط/ساعة في 2024 إلى 6.496 ألف تيراواط/ساعة في 2026، بمعدل نمو سنوي 2.1%، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
بينما سيرتفع الطلب في أوروبا من 3.465 ألف تيراواط/ساعة في 2024 إلى 3.563 ألف تيراواط/ساعة في 2026، بمعدل نمو 1.6%.
أما أوراسيا؛ فمن المتوقع ارتفاع طلبها إلى 1295 تيراواط/ساعة بحلول 2025، قبل أن يصل إلى 1315 تيراواط/ساعة في 2026، مقابل 1268 تيراواط/ساعة في 2024.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- الطلب على الكهرباء في أفريقيا من وكالة الطاقة الدولية
- إنتاج الكهرباء في أفريقيا من معهد الطاقة البريطاني
- مزيج الكهرباء في أفريقيا من إمبر