دير سانت كاترين في جبل سيناء يواجه أزمة غير مسبوقة بعد إصدار 15 راهبًا من أخوية الدير بيانًا رسميًا موجّهًا إلى بطريرك القدس، يطالبون فيه بعزل رئيس الدير المطران داميانوس، مستندين في مطلبهم إلى المادة 12 من النظام الأساسي للدير.
أزمة غير مسبوقة داخل دير سانت كاترين
وقد برزت هذه الأزمة على خلفية رفض الراهب سمعان وعدد من الرهبان المشاركين في القرار لمشروع قانون يوناني جديد يمنح الدير وضعًا قانونيًا في اليونان، معتبرين أن هذا التوجه يهدد بتغيير الطابع التاريخي والقانوني للدير المقدس.
ردّ المطران داميانوس
في المقابل، ردّ المطران داميانوس ببيان مطوّل اعتبر فيه أن ما حدث يُمثل أعمالًا تآمرية تستهدف وحدة الإخوة داخل دير سانت كاترين ، مشددًا على أن هذه الخطوة تخدم مصالح جهات تسعى لإنهاء المسار التاريخي للدير.
أوضح أن هذا التمرد حصل في توقيت حساس عقب سنوات من الجهود المبذولة لحماية الوضع القانوني للدير، وذلك إثر قرار قضائي مصري صدر في مايو 2025 وأثار جدلاً حول ملكية الدير ومكانته. وشدد على أن مشروع القانون اليوناني جاء لدعم الدير والحفاظ عليه وليس للإضرار به.
من جهته، أكد المطران داميانوس، الذي يبلغ من العمر 91 عامًا ويُعتبر المصري الوحيد بين أعضاء الأخوية، التزامه بالقوانين الكنسية والدبلوماسية. كما دعا إلى التوبة والوحدة لتحاشي الانقسام، محذرًا من خطر السقوط في مأزق قد يسبب أزمة كنسية لا تُحمد عقباها.
تترقب الأوساط الكنسية والدبلوماسية قرار بطريركية القدس، التي يُنتظر أن تتدخل قريبًا لحسم الموقف المتعلق بالمشكلة الكنسية في دير القديسة كاترينا بسيناء خلال الأيام القادمة.
إرسال وفد كنسي ثلاثي الى دير سانت كاترين
في خطوة أولى نحو حل الأزمة، أصدر البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس للروم الأرثوذكس، توجيهًا لإرسال وفد كنسي ثلاثي إلى دير سانت كاترين بهدف التوصل إلى حل مرضٍ للأطراف كافة. في هذا الإطار، بعث برسالة إلى رئيس أساقفة سيناء والمتروبوليت كيريلُّوس داميانوس، جاء فيها:
“تلقينا رسالتكم الموجهة إلى بطريركية المدينة المقدّسة بقلق روحي واهتمام أبوي، والتي عبّرتم من خلالها عن رغبة صادقة في اضطلاع البطريركية المقدسية بمسؤوليتها الروحية لمعالجة الأزمة الكنسية القائمة في دير القديسة كاترينا.
يعكس هذا التوجه اعترافًا واضحًا بأن الدير يخضع للولاية الروحية والسلطة القانونية لبطريركية القدس وفق القوانين الكنسية المقدسة والتقاليد الثابتة للكنيسة الأرثوذكسية. ومن هنا، يتضح أن أي مبادرة جدية لتحقيق المصالحة لا بد أن تتم من خلال القنوات القانونية المعترف بها وتحت الرعاية المباشرة لعرش كنيسة القدس”.
