ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الجمعة 1 أغسطس/آب (2025)، في محاولة لتعويض جزء من الخسائر التي لحقت بها في الجلسة الماضية، وسط مخاوف من نقص الإمدادات.
يأتي ذلك مع تقييم المستثمرين مخاطر نقص الإمدادات، في ظل سعي الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإيجاد حل سريع للحرب في أوكرانيا من خلال فرض مزيد من الرسوم الجمركية.
وهدّد ترمب بفرض رسوم جمركية على مشتري النفط الروسي، خاصة الصين والهند، لإقناع موسكو بوقف حربها ضد أوكرانيا.
وحدّت الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة المرتفعة التي أقرها ترمب، أمس الخميس، من مكاسب أسواق النفط، وسط مخاوف من تأثيرها في النشاط الاقتصادي وتقليل نمو الطلب العالمي على الوقود.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الخميس 31 يوليو/تموز، على انخفاض بنسبة 1%، متخلية عن جزء من المكاسب التي حصدتها خلال الجلسات الـ3 الماضية، وسط مخاوف من تراجع الطلب، لكنها سجّلت مكاسب شهرية قوية.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:10 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:10 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم أكتوبر/تشرين الأول 2025، بنسبة 0.10%، لتصل إلى 71.77 دولارًا للبرميل.
كما زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم سبتمبر/أيلول 2025، بنسبة 0.04%، لتصل إلى 69.29 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ومن المتوقع أن يحقّق سعر برنت مكاسب بنسبة 4.9% خلال الأسبوع، في حين من المتوقع أن ترتفع أسعار خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 6.4% مع انتعاش الطلب وسط مخاوف من نقص الإمدادات.
وحقّق الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط) مكاسب شهرية خلال يوليو/تموز المنصرم بنسبة 8.6% و8.5% على التوالي.

تحليل أسعار النفط
ركز المستثمرون، اليوم الجمعة، بصورة أكبر على فرض ترمب رسومًا جمركية جديدة، ومعظمها أعلى، على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، والمقرر أن تدخل حيز التنفيذ بدءًا من اليوم 1 أغسطس/آب.
ووقّع ترمب، أمس الخميس، أمرًا تنفيذيًا يفرض رسومًا جمركية تتراوح بين 10% و41% على الواردات الأميركية من عشرات الدول والمواقع الأجنبية، بما في ذلك كندا والهند وتايوان، التي فشلت في التوصل إلى اتفاقيات تجارية بحلول الموعد النهائي الذي حدّده في 1 أغسطس/آب.
وحذّر بعض المحللين من أن الرسوم ستحد من النمو الاقتصادي من خلال رفع الأسعار، مما سيؤثر سلبًا في استهلاك النفط.
ويوم الخميس، كانت هناك دلائل على أن الرسوم الجمركية الحالية تضغط بالفعل على الأسعار للارتفاع في الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد ومستهلك للنفط في العالم.
وارتفع معدل التضخم في الولايات المتحدة في يونيو/حزيران؛ إذ أدت الرسوم الجمركية إلى رفع أسعار السلع المستوردة، مثل الأثاث المنزلي ومنتجات الترفيه. ويدعم ذلك التوقعات بارتفاع ضغوط الأسعار في النصف الثاني من العام، مما يؤخّر قرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة حتى أكتوبر/تشرين الأول على الأقل.
كما أن الحفاظ على أسعار الفائدة سيؤثر في النفط، إذ إن ارتفاع تكاليف الاقتراض قد يحد من النمو الاقتصادي.
وفي الوقت نفسه، دعّمت تهديدت ترمب بفرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100% على مشتري النفط الخام الروسي الأسعار، بسبب المخاوف من أن ذلك قد يعطّل تدفقات تجارة النفط، ويؤدي إلى انخفاض أسعار النفط في السوق.
وقال محللو جيه بي مورغان، في مذكرة صدرت يوم الخميس، إن تحذيرات ترمب للصين والهند من فرض عقوبات على مشترياتهما المستمرة من النفط الروسي قد تُعرّض 2.75 مليون برميل يوميًا من صادرات النفط الروسية المنقولة بحرًا للخطر، إذ يُعدّ البلدان ثاني وثالث أكبر مستهلكَيْن للنفط الخام في العالم، على التوالي.
وقال المحللون في إشارة إلى روسيا: "من المرجح أن تجد إدارة ترمب، مثل سابقاتها، أن فرض عقوبات على ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم أمر غير ممكن دون ارتفاع أسعار النفط".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..