أخبار عاجلة
بروكسي يفوز على الزمالك بثلاثية وديا -

كيف يهدد روبوت “Walker S2” الصيني مستقبل الوظائف؟

كيف يهدد روبوت “Walker S2” الصيني مستقبل الوظائف؟
كيف يهدد روبوت “Walker S2” الصيني مستقبل الوظائف؟

كشفت شركة (UBTech) الصينية عن روبوتها البشري المتقدم (Walker S2)، الذي يمثل تطورًا عالميًا فريدًا في مجال الروبوتات بفضل قدرته على استبدال بطاريته بنفسه، إذ تمنحه هذه الميزة إمكانية العمل دون توقف على مدار الساعة، سبعة أيام في الأسبوع، مع مدد توقف قصيرة جدًا لتبديل البطاريات.

ويرى الخبراء أن هذا النوع من الروبوتات قد يكون الموظف المثالي من وجهة نظر الكثير من أصحاب الأعمال، إذ يتفوق على البشر في القدرة على أداء المهام المتكررة بدقة ودون تعب أو تشتت أو حاجة إلى إجازة لأي سبب من الأسباب.

تصميم ومواصفات تضاهي الإنسان:

يتميز روبوت (Walker S2) بتصميم يجعله أقرب ما يكون إلى حجم الإنسان، إذ يبلغ طوله 162 سم، ويزن 43 كيلوجرامًا، وهو ما يعادل حجم ووزن شخص بالغ صغير، ويسمح هذا التصميم له بالاندماج بسهولة في البيئات المخصصة للبشر، سواء في المصانع أو الأماكن العامة.

ويعتمد الروبوت على نظام بطارية مزدوج يعمل ببطارية ليثيوم بجهد يبلغ 48 فولت، وتوفر هذه البطارية طاقة كافية لمدة ساعتين من المشي أو أربع ساعات من الوقوف قبل الحاجة إلى إعادة الشحن، وعلاوة على ذلك، تُعدّ عملية إعادة الشحن نفسها سريعة نسبيًا، إذ تستغرق 90 دقيقة فقط لاستعادة البطارية طاقتها بالكامل.

وتجعله هذه الخصائص مرشحًا مثاليًا للعمل المستمر دون الحاجة إلى الإجازات السنوية أو المرضية، أو التعرض للتراخي والتشتت الناتج عن الإشعارات الهاتفية أو وسائل التواصل الاجتماعي. باختصار، يمكن لهذا الروبوت أن يكون الموظف المثالي باستثناء الجانب الاجتماعي.

روبوت (Walker S2).. ثورة في استقلالية الروبوتات بفضل إدارة الطاقة الذاتية:

تكمن النقطة المحورية التي تميز روبوت (Walker S2) وتجعله رائدًا في مجاله في قدرته على إدارة طاقته بنحو مستقل تمامًا، فعلى عكس الروبوتات التقليدية التي تتطلب تدخلًا بشريًا لإزالة البطاريات وإعادة شحنها، يستطيع روبوت (Walker S2) القيام بهذه المهمة بنفسه في غضون 3 دقائق فقط، مما يمثل نقلة نوعية في استقلالية الروبوتات.

فقد أظهرت مقطع الفيديو الترويجي المنشور في منصة يوتيوب في يوم 17 يوليو 2025 هذه الميزة المبتكرة بوضوح، إذ ُتظهر اللقطات الروبوت وهو يتجه نحو محطة شحن البطاريات، ويدير ظهره لها، ثم يستخدم ذراعيه لإزالة حزمة البطارية المستنفدة من ظهره ووضعها في فتحة مخصصة للشحن، وبعد ذلك، يلتقط حزمة بطارية جديدة مشحونة من الوحدة ويدخلها في المنفذ الخاص به، ليصبح جاهزًا لمواصلة العمل فورًا.

ولا يقتصر الأمر على مجرد تبديل البطاريات عند نفاد طاقتها، فالروبوت مزود بقدرة على اكتشاف مستوى الطاقة المتبقية لديه، وبناءً على أولوية مهامه الحالية، يمكنه اتخاذ قرار ذكي ومستقل حول هل من الأفضل تبديل البطارية بأخرى مشحونة أم التوجه للشحن المباشر، وتزيد هذه القدرة على اتخاذ القرار المستقل بنحو كبير من كفاءة تشغيله واستقلاليته، مما يمهد الطريق لتطبيقات أوسع وأكثر تعقيدًا في المستقبل.

تطبيقات واسعة وتقنيات متقدمة:

يتمتع روبوت (Walker S2) بمرونة عالية في الحركة بفضل أنه يمتلك أكثر من 50 درجة من درجات الحرية (DoF)، وتشير درجات الحرية إلى عدد الحركات المستقلة، التي يمكن للروبوت القيام بها، وكلما زاد عدد درجات الحرية، زادت قدرة الروبوت على الحركة والمرونة في أداء المهام.

ويعني ذلك أن روبوت (Walker S2) قادر على القيام بحركات معقدة ومتنوعة جدًا، إذ يمكنه تقليد الحركات البشرية بدقة عالية، مثل الإمساك بالأشياء بمهارة، والتنقل في بيئات معقدة، وأداء مهام تتطلب تنسيقًا عاليًا بين أجزائه المختلفة مثل: الذراعين، والساقين، واليدين، والجذع.

كما يمتاز الروبوت بزاوية واسعة لدوران الخصر تتجاوز 160 درجة، مما يعني أنه يمكنه الوصول إلى أشياء على جانبيه دون الحاجة إلى تحريك قدميه بالكامل، أو تعديل وضعيته بنحو كبير، وتُعدّ هذه الميزة مهمة للغاية في بيئات العمل الضيقة أو المزدحمة، مثل المستودعات أو المستشفيات، إذ يمكنه التقاط الأشياء أو وضعها من زوايا مختلفة بكفاءة عالية، وتقليل الوقت المستغرق في الحركة الكلية للجسم.

وعلاوة على ذلك؛ يتميز الروبوت بكونه مزودًا بتقنيات الواي فاي، والبلوتوث، بالإضافة إلى الرؤية المجسمة الثلاثية الأبعاد، مما يسهل إدماجه في الأنظمة الرقمية والتحكم فيه من بُعد.

وتتوقع شركة (UBTECH) أن يُستخدم روبوت (Walker S2) في مجموعة واسعة من التطبيقات، بدءًا من المصانع حيث يمكنه أداء المهام المتكررة بكفاءة عالية، ووصولًا إلى الأماكن العامة إذ يمكن استخدامه كروبوت يُشبه الإنسان لاستقبال العملاء، مما يوفر تجربة تفاعلية ومبتكرة.

باختصار، يمثل Walker S2 خطوة جريئة نحو مستقبل تكون فيه الروبوتات البشرية أكثر استقلالية وكفاءة، مما يفتح آفاقًا جديدة لاستخداماتها في مختلف الصناعات والقطاعات.

ولكن كيف يهدد روبوت (Walker S2) مستقبل الوظائف؟

يهدد روبوت Walker S2 مستقبل الوظائف بعدّة طرق جوهرية، ترتبط بقدرته على أداء المهام البشرية بكفاءة عالية، ودون الحاجة إلى الراحة أو الإجازات، مما يجعله بديلًا مغريًا لأصحاب العمل. وإليك أبرز التهديدات التي يُشكلها:

1- القدرة على العمل المستمر:

يمتاز Walker S2 بقدرته على استبدال بطاريته بنفسه، مما يعني أنه يستطيع العمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، دون الحاجة إلى نوم أو استراحة أو إجازة مرضية، وهو ما لا يستطيع العامل البشري تقديمه، مما يسمح للشركات بزيادة الإنتاج بنحو كبير دون الحاجة إلى توظيف المزيد من البشر، أو تقليل عدد الموظفين الحاليين.

وبتشغيل الروبوتات على مدار الساعة، يمكن للشركات توزيع تكاليف الاستثمار الأولية على ساعات عمل أطول، مما يقلل من التكلفة لكل وحدة منتجة مقارنة بالعامل البشري الذي يتطلب أجورًا، وتأمينًا صحيًا، ومزايا أخرى.

2- الكفاءة والدقة في المهام المتكررة:

صُممت الروبوت لتكرار المهام مرارًا وتكرارًا بالدقة والسرعة نفسها، دون الأخطاء البشرية الناجمة عن الإرهاق أو قلة التركيز، مما يجعلها مثالية للمهام الروتينية والمتكررة. وسيؤثر ذلك في الوظائف في قطاعات مثل: المستودعات (نقل المخزون، وفحصه)، واللوجستيات (التحميل والتفريغ)، وبعض وظائف المصانع والإنتاج التي تعتمد على المهام اليدوية المتكررة.

3. استبدال الوظائف ذات المهارات المنخفضة

يُهدد روبوت (Walker S2) بنحو خاص الوظائف التي تعتمد على القوة البدنية أو الروتين، مثل: عمّال المستودعات والمصانع، وموظفي التعبئة والتغليف، وعمال التنظيف، وهي وظائف تشكل شريحة كبيرة من سوق العمل، خاصة في الدول النامية أو في قطاعات الخدمات.

كما  يرى الخبراء أن روبوت Walker S2 قد يكون ذات فائدة كبيرة في قطاعات أخرى، فعلى سبيل المثال، يمكن استخدامه في دور رعاية المسنين، والضيافة، والرعاية الصحية، وقد أكدت اليابان، التي تجرب الروبوتات في رعاية المسنين منذ أكثر من عقد، مدى جدواها في مهام مثل: نقل كبار السن، ورفعهم من الأسرّة أو الكراسي، وحتى كرفيق للتحدث. وقد استثمرت الحكومة اليابانية مئات الملايين من الدولارات في تطوير هذه التكنولوجيا.

كما يمكن استخدام Walker S2 في المستشفيات لأداء مهام مماثلة، وفي قطاع الضيافة للمهام المتكررة في المناطق الخلفية مثل المطاعم والمطابخ والفنادق ومناطق الخدمات اللوجستية، حيث تكون المهام الروتينية كثيرة.

وتشير التوقعات إلى أن ملايين الوظائف حول العالم معرضة لخطر الأتمتة أو التعزيز باستخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي في العقود القادمة، وتُعدّ قطاعات مثل الرعاية الصحية، والمساعدة الاجتماعية، وتجارة التجزئة، من بين أكثر القطاعات عرضة للاستبدال بالأتمتة الروبوتية. ويدفع هذا التوجه الحكومات والشركات في جميع أنحاء العالم إلى التفكير بجدية في كيفية التكيف مع هذا التغير الجذري في سوق العمل.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الزمالك يخسر بثلاثية أمام بروكسي استعدادًا للموسم الجديد
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة