تصريحات من عمّان يدلي بها محمود العمري، المحلل الفلسطيني ويكشف تفاصيل مهمة حول قرار دول أوروبية بالاعتراف بدولة فلسطين، وتداعياته على الصعيد الدولي والمواقف الأميركية والإسرائيلية.
تصريحات العمري من عمّان: موجة أوروبية لاعتراف فوري
وأكد محمود العمري لقناة النيل للأخبار ،أن فرنسا أصبحت أول دولة من مجموعة السبع تعلن اعترافها الرسمي بدولة فلسطين في سبتمبر 2025 بمنتدى الجمعية العمومية للأمم المتحدة، في خطوة تاريخية ومفصلية في الملف .
وأشار إلى أن المملكة المتحدة أعلنت أيضًا أنها ستعترف رسمياً بدولة فلسطين ما لم تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة لإنهاء الأزمة في غزة قبل سبتمبر، كوقف القصف، وقف التوسع في الضم، واتخاذ خطوات لتحقيق حل الدولتين .
وأضاف العمري، من خلال حديثة، أن كندا ومالطا تقدمان على خطوات مماثلة، فيما وقّعت 14 دولة أوروبية أخرى على إعلان "نداء نيويورك" الذي يدعو للاعتراف بدولة فلسطين في الفترة المقبلة .
هل لا تزال واشنطن تمسك بقبول إسرائيلي غير مشروط؟
وأوضح العمري، أن الولايات المتحدة ترفض الاعتراف الأحادي بدولة فلسطين، وتعتبر أن الحل يجب أن يكون عبر المفاوضات فقط، مطالبة بعدم اتخاذ قرارات تؤثر على المصالح الأميركية. وقد أصدر الرئيس الأميركي تهديدات بتعطيل اتفاقات تجارية (مثلاً مع كندا) إذا مضت الدول في الاعتراف، معتبرًا هذا "مكافأة للإرهاب" .
كما أوضح أن إسرائيل لا تزال تعتمد على الدعم الأميركي الكامل، إذ تصر الإدارة الأميركية على حقها في اتخاذ القرارات المتعلقة بالأمن الإسرائيلي دون ضغوط دولية حقيقية حتى الآن .
بعد الاعتراف الأوروبي: هل تغير المشهد الدولي؟
وفقًا لما أشار إليه العمري، فإن الخطوة الأوروبية كانت رمزية لكنها تاريخية، ومن المحتمل أن تُسرّع الاعترافات اللاحقة من دول حليفة أخرى. إذ هذه الدول تسعى للضغط على إسرائيل والدفع باتجاه حل قائم على الدولتين وعلاقة سلام حقيقية. فرغم أن الاعتراف لن يُحدث تغييرات فورية على الأرض، فهو يزيد من عزل إسرائيل دوليًا ويمنح فلسطين كثافة سياسية جديدة .
وذكر أن قرارات فرنسا والمملكة المتحدة وكندا تشكل اختراقًا دبلوماسيًا من الغرب، قد يدفع دولًا كبرى أخرى، وإحداث تأثير معنوي قوي في رصيد الشرعية الدولية لدولة فلسطين .
آراء خبراء دوليين: دفعة دبلوماسية حقيقية أم كلمات فارغة؟
اعتبر المؤرخ الفلسطيني يزيد صايغ ، أن التحركات الأوروبية تمثل "تعبيرًا رمزيًا عن الضغط الدولي"، وأنه بدون تغيير في السياسة الأميركية ولا تطبيقات قانونية حقيقية، فلا أثر عملي حتى اللحظة.
وفي المقابل، يرى محلل دولي أن هذه الاعترافات تخلق زخمًا حقيقيًا في الساحة الدولية، قد تدفع أوروبا وشركاء في الأمم المتحدة لتفعيل ضغوط اقتصادية وقانونية لدعم حل سياسي فعلي.
نقطة تحول أم بداية الضغط؟
بينما تقف واشنطن ثابتة على رفض الاعتراف الأحادي، تبدأ أوروبا خطواتٍ قد تعيد رسم الخارطة الدبلوماسية للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. تصاعد الاعتراف بدولة فلسطين ليس مجرد إعلان رسمي، بل إشارة إلى أن العالم الغربي بات على استعداد لـ"تقييد دعم إسرائيل" ما لم تلتزم بحقوق الفلسطينيين وتنهج السياسة الدبلوماسية الحقيقية.
يبقى السؤال الأكبر: هل تتحول هذه الرموز إلى سياسة حقيقية تُحدث توازنًا بعد سنوات من الصمت الدولي؟، أم سيظل الاعتراف مجرد عنصر دِعائي لا يتجاوز التصريحات العامة؟