أعلنت الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مرحلة حرجة من انعدام الأمن الغذائي، حيث أصبح السكان على شفا المجاعة، ويضطرون لاتخاذ تدابير يائسة من أجل الحصول على الطعام، في ظل استمرار الحصار والقيود على دخول المساعدات الإنسانية.
وقالت أولجا تشيريفكو، المتحدثة باسم الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في غزة، اليوم الأربعاء، إن السكان "يفتشون الطرق التي تمر بها قوافل المساعدات لالتقاط العدس أو الحبوب المتناثرة على الأرض"، واصفة ذلك بأنه "مشهد مأساوي يلخص حجم المعاناة والحرمان في القطاع".
وأضافت تشيريفكو أن السكان في غزة يعتمدون بشكل شبه كامل على المساعدات الدولية، التي لا تزال تصل بكميات محدودة جدًا وبصعوبة بالغة، في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة والقيود المفروضة على المعابر. وأشارت إلى أن الأطفال والنساء وكبار السن هم الأكثر تضررًا، حيث يعاني كثيرون من سوء تغذية حاد، ونقص حاد في الأغذية الأساسية والمياه الصالحة للشرب.
وحذرت الأمم المتحدة من أن استمرار الوضع بهذا الشكل سيؤدي إلى انهيار شامل في النسيج الاجتماعي والصحي والاقتصادي لغزة، مطالبة المجتمع الدولي بـ"تحرك فوري وفعال" من أجل فتح ممرات آمنة ومستدامة لإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، وضمان حماية المدنيين وفقًا للقانون الدولي.
وتابعت المتحدثة الأممية أن أكثر من 90% من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر، ولا يستطيعون شراء الطعام حتى في حال توفره، مشيرة إلى أن الأسواق شبه خاوية، والأسعار شهدت ارتفاعًا جنونيًا بفعل الحصار والنقص في الإمدادات.
وكانت عدة منظمات إغاثية، بينها برنامج الأغذية العالمي وأطباء بلا حدود واليونيسف، قد أطلقت تحذيرات مماثلة في وقت سابق من الشهر الجاري، بشأن تدهور الوضع الغذائي والصحي في غزة، خاصة بعد تضرر البنية التحتية وندرة الإمدادات الطبية والغذائية.
ويأتي هذا التحذير وسط تصاعد القلق الدولي من كارثة إنسانية وشيكة في غزة، التي تعاني منذ شهور من تصعيد عسكري متواصل، وأزمة وقود، وانقطاع شبه كامل للكهرباء، وتعطل الخدمات الصحية والتعليمية، مما فاقم معاناة أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في القطاع الساحلي الضيق.
