أخبار عاجلة
الحصاد الأسبوعي لوزارة الزراعة.. إنفوجراف -

أشرف منصور وأطراف المصريين الصناعية

أشرف منصور وأطراف المصريين الصناعية
أشرف منصور وأطراف المصريين الصناعية

حين عرض الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة فيلمًا عن اختراعات مصر الفرعونية،أثناء احتفال الجامعة بأوائل الثانوية العامة،لم تكن مفاجأة لي إن مصر  أول من اخترعت الكتابة أو أول من أطلقوا الأسماء على المخترعات فأوجدوا المعنى واللغة.

لكن المفاجأة التي أصابت الجميع هو أنهم أول من صنعوا الأطراف الصناعية،وهو الأمر الذي دلل به منصور على أكذوبة أن الفراعنة بنوا الأهرمات بالسخرة، قائلا إن الإنسان الذي يصنع أطراف صناعية هو شخص يعلي من شأن القيمةالإنسانية،والشخص الذي يعلي  من القيمة الإنسانية لا يمكن أن يبني الأهرامات بالسخرة.
الحقيقة إن طب المصريين القدماء وحضارتهم، سبقا الكثير من علوم اليوم.


ففي الوقت الذي كانت فيه الإنسانية تتلمّس طريقًا نحو العلم، كانت مصر تبني واحدة من أعظم الحضارات الطبية في التاريخ.


 الطب عند الفراعنة لم يكن مجرد ممارسات بدائية، بل كان نظاماُ متكاملًا يجمع بين الملاحظة الدقيقة، والتجريب، والعلاج الطبيعي، والتوثيق العلمي.

ويعود العالم حاليًا إلى البرديات المصرية ليكتشف أن ما نستخدمه من أعشاب وأدوية وأساليب وقائية، قد دوّنه الطب المصري منذ أكثر من 4 آلاف عام.

وتُعد بردية إيبرس (1550 ق.م) وبردية إدوين سميث من أقدم النصوص الطبية التي عرفها التاريخ. فبينما تناولت بردية إيبرس ما يزيد على 700 وصفة لعلاج أمراض البطن والقلب والعين والجلد، سجّلت بردية سميث الحالات الجراحية وكسور الجمجمة بتفصيلٍ مدهش.

يؤكد علماء المصريات أن هذه الوثائق ليست مجرد أساطير، بل وصفٌ دقيق لأعراض وتشخيصات وأدوية ما زالت تُستخدم في الطب التقليدي حتى اليوم.

كان الطبيب المصري يُعرف بـ"سُنْو"، وله مكانته الاجتماعية والعلمية. وقد تميز النظام الطبي الفرعوني بتخصصات دقيقة؛ فهناك طبيب للعيون، وآخر للنساء، وثالث للأسنان. بل إن بعض الأطباء عملوا في بلاط الفراعنة فقط، كما حمل بعضهم لقب "رئيس الأطباء".

ولعل المدهش أن المصريين القدماء عرفوا الطب الوقائي، فاهتموا بالنظافة الشخصية، والاستحمام، وتطهير المنازل والمعابد. حتى أن هيرودوت، المؤرخ الإغريقي، وصفهم بأنهم "أكثر

عندما نستخدم اليوم العسل لعلاج الجروح، أو زيت الخروع كمليّن، فإننا في الواقع نُعيد استخدام وصفات فرعونية خالصة. 
استخدم المصريون القدماء أكثر من 800 نوع من الأعشاب والنباتات الطبيعية في وصفاتهم، مثل:العسل كمطهّر ومضاد للالتهابات،والثوم والبصل لتحسين المناعة،والحناء للتعقيم والعناية بالجلد،والمرّ لعلاج اللثة وأوجاع المعدة.

هذه الوصفات عثر على بعضها مكتوبة على جدران المقابر والمعابد، ما يدل على شيوعها واعتماد الناس عليها.

المذهل أن المصريين القدماء  مارسوا طب الأسنان، وتركوا أدوات بدائية لتنظيف وتثبيت الأسنان، بل واستخدموا حشوات من مواد طبيعية.

وفي مجال أمراض النساء، كانت بردية كاهون مرجعًا مهمًا، وفيها وصف لطريقة بدائية لاختبار الحمل تعتمد على إنبات الشعير والقمح ببول المرأة، وهي طريقة أثبتت الدراسات الحديثة دقتها الجزئية!

رغم أن التحنيط كان طقسًا دينيًا، إلا أنه مكّن المصريين من دراسة أعضاء الجسد البشري بدقة. فقد عرفوا القلب والكبد والدماغ والأمعاء، واعتبروا القلب مركزًا للفكر والشعور. كما ميّزوا بين الأوردة والشرايين، وإن لم يَعرفوا وظائفها كاملة كما نفهمها اليوم.

وقتما كانت أوروبا غارقة في الظلام والمجهول، كانت مصر القديمة تضع أُسسًا طبية استُخدمت لاحقًا في حضارات اليونان وروما، بل ويؤخذ بها حتى يومنا هذا في الطب الشعبي.

مراكز الأبحاث حول العالم  تعكف على دراسة الطب الفرعوني ليس فقط لأهميته التاريخية، بل كمرجع لفهم العلاقة بين الإنسان والبيئة والعلاج الطبيعي،فما كُتب على برديات مصر القديمة قبل آلاف السنين، أصبح اليوم مادة تُدرَّس في كبرى جامعات العالم.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق «الصحة» تُطلق دورة تدريبية لتطبيق الذكاء الاصطناعي في علاج سرطان الثدي
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة