دائما ما تكون نهاية الحرام فضيحة تلازم الطرفين واسرتهما مدي الحياة، ففي زمن صار فيه الحلال قيدا والحرام حرية، لم يعد للحياء صوت، ولا للرحمة مأوى، رضيع صغير، لا ذنب له سوى أنه جاء إلى الدنيا من علاقة محرمة، كان نصيبه أن يلقى أمام باب مسجد في جوف الليل، كأنه ذنب يجب التخلص منه لا روح بريئة تستحق الحياة.
على أعتاب بيت الله
في قلب مدينة الصف جنوب الجيزة، وتحديدا عند مدخل أحد المساجد، استيقظ الأهالي على صوت بكاء رضيع، لا يغطي جسده الهزيل سوى القليل، وملامحه ترتجف من البرد والجوع والخوف ليقوم الأهالي بإبلاغ الشرطة.
بلاغ عاجل ورد إلى مركز شرطة الصف بمديرية أمن الجيزة، بقيادة المقدم أحمد السويركي رئيس وحدة المباحث، يفيد بالعثور على طفل حديث الولادة أمام أحد المساجد، تحركت القوات على الفور، وتم نقل الطفل إلى المستشفى لتلقي الرعاية اللازمة.
الكاميرات تحل اللغز
بدأت الأجهزة الأمنية فحص كاميرات المراقبة القريبة من المسجد، وسرعان ما انكشف المستور، فتاة صغيرة، بالكاد تبلغ السابعة عشرة من عمرها، تتسلل ليلًا، وبجوارها رجل خمسيني يحمل الرضيع، وضعاه أمام باب المسجد، ثم انصرفا مسرعين.
الفتاة هي أم الطفل، والرجل الذي رافقها هو والدها، مشهد لا يمكن للعقل أن يستوعبه أب يساعد ابنته على التخلص من حفيده.
علاقة محرمة
بمواجهة الفتاة ووالدها، انهارت الأولى واعترفت بحملها سفاحا من شاب في الثلاثين من عمره، أغراها بالحب والوعود، ثم فر إلى احدي الدول بمجرد أن علم بحملها، لم تجد سوي التخلص من الطفل فور ولادته للهروب من الفضيحة، توسلت لوالدها أن ينقذها، فقرر أن يتخلص من الطفل ليغلق ملف العار وفضيحة ابنته.
ألقت قوات الأمن القبض على الفتاة ووالدها، وأحالتهما للنيابة العامة لمباشرة التحقيقات. وفي حين نقل الطفل إلى دار رعاية لحين صدور قرار بشأن مصيره وجار استكمال التحقيقات.