الرحباني , عبر عاصي الرحباني، الإبن غير البيولوجي للفنان الراحل ، عن حزنه العميق بعد وفاة والده، بطريقة مؤثرة عبر حسابه على موقع فيسبوك. واستبدل صورته الشخصية بصورة سوداء حداد، في إشارة رمزية للوجع والفقدان.
وحرص عاصي على أن يودّع زياد بطريقة تحمل طابعًا وجدانيًا خاصًا، إذ استعان باقتباس شهير من قصيدة “المحبّة” للأديب جبران خليل جبران، جاء فيه:
“المحبة لا تعطى الا ذاتها، ول ا تأخذ الا من ذاتها، لا تملك شيئ و لا تريد أن يملكها أحد ؛ لأن المحبة مكتفية بالمحبه .”
هذه الكلمات التي غنتها السيدة فيروز سابقًا، بدت وكأنها تعكس مشاعر متداخلة يعيشها عاصي بين الحب، الفقد، والالتباس العاطفي المرتبط بعلاقته المعقدة بزياد.
من هو عاصي الرحباني “غير البيولوجي”؟
يُعد عاصي شخصية إعلامية بارزة، يحمل الجنسية اللبنانية، ومتزوج من السيدة جوى نجم، وله منها ولدين.
تخرّج في جامعة الروح القدس – الكسليك، حيث نال شهادة في الإخراج التلفزيوني والسينمائي، ثم انتقل إلى العمل في مجال الإنتاج الإعلامي لأكثر من 18 عامًا، شغل خلالها مناصب قيادية مهمة، مثل المدير التنفيذي ومدير الإنتاج في عدد من المشاريع الإقليمية الكبرى.
يقيم حاليًا في الإمارات العربية المتحدة، ويُعرف بقدرته على تقديم محتوى إبداعي أصلي للعلامات التجارية العالمية، بالإضافة إلى إدارته لفرق متعددة الجنسيات، مع حرصه الدائم على التنسيق بين الفكرة والتنفيذ، ضمن ميزانيات محددة وجداول زمنية دقيقة.
على المستوى الشخصي، يحرص عاصي على مشاركة متابعيه صورًا من حياته العائلية، تعكس جوًا من الدفء والاستقرار الأسري.
ولادة عاصي الرحباني في الظلال.. واكتشاف الحقيقة
وُلد عاصي عام 1979 بعد زواج الفنان من دلال كرم، إحدى أعضاء فرقة الدبكة في مسرحية “ميس الريم”. أُطلق عليه اسم “عاصي” تيمنًا بجده المؤلف والمسرحي الكبير عاصي الرحباني.
لكن العلاقة بين والديه لم تستمر طويلًا، حيث انفصلا بعد ثلاثة أشهر فقط من ولادة الطفل بسبب خلافات وضغوط مادية، رغم أن زياد كتب لدلال أغنيات خاصة، أشهرها “مربى الدلال”.
نشأ عاصي في كنف والدته دلال، دون حضور فعلي من والده. ولم يعش مع زياد سوى في الأشهر الأولى من حياته. وعندما بلغ سن الخامسة والعشرين، اكتشف من خلال فحص الحمض النووي DNA، أنه ليس الابن البيولوجي لزياد.
ورغم هذا الكشف الصادم، ظل يحمل اسمه ويعبّر عن مشاعر مرتبكة تجاه الرجل الذي لم يكن حاضرًا كأب، بل كفنان مشغول بفنه أكثر من مسؤولياته الأسرية.
