شهد امتياز غرب الدلتا البحري في مصر اهتمامًا متجددًا من كبرى الشركات العالمية العاملة في مجال الطاقة، وسط تحركات تهدف إلى تعظيم استغلال احتياطيات الغاز في هذه المنطقة الواعدة بالبحر المتوسط.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، استقبل وزير البترول المصري المهندس كريم بدوي، اليوم الإثنين 28 يوليو/تموز (2025)، وفدًا رفيعًا من شركة شل العالمية، برئاسة رئيس أنشطة الغاز المتكاملة بالشركة سيدريك كريمرز، ورئيسة شركة شل مصر داليا الجابري.
ويعكس هذا اللقاء الأهمية المتزايدة التي تحظى بها منطقة امتياز غرب الدلتا البحري في مصر، بالنسبة إلى خطط الاستكشاف والإنتاج، لاسيما في ظل احتياجات السوق العالمية للطاقة.
ويُعدّ هذا التحرك ترجمة مباشرة لجهود الحكومة المصرية في تعزيز البيئة الاستثمارية أمام الشركاء الدوليين، وتقديم الحوافز الكفيلة بزيادة الإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي.
كما يأتي اللقاء ضمن رؤية شاملة تهدف إلى دعم مكانة مصر بصفتها مركزًا إقليميًا لتجارة الغاز وتداوله في منطقة شرق المتوسط.
تعزيز الاستثمارات في قطاع الغاز
ناقش وزير البترول المصري مع وفد شركة شل العالمية آخر تطورات مشروعات الشركة في قطاع الغاز الطبيعي المصري، مع تركيز خاص على امتياز غرب الدلتا العميق (WDDM)، الذي يشهد تقدمًا ملحوظًا في عمليات الإنتاج، لا سيما بعد نجاح المرحلتين 10 و11 من خطة تنمية الحقول.
وأشاد وفد الشركة بالبيئة الجاذبة للاستثمار في قطاع الغاز المصري، مشيرًا إلى أن الامتياز يمثّل فرصة إستراتيجية لمزيد من النمو، خصوصًا مع البدء الفعلي في الإنتاج من المرحلة الـ11، كما تباحث الجانبان بشأن إطلاق مرحلة جديدة مستقبلًا، ترتكز على نتائج الدراسات الزلزالية التي تُنفّذ في المنطقة.
من جانبه، أكد وزير البترول التزام الدولة الكامل بدعم الشركاء الدوليين وتوفير كل سبل النجاح لاستثماراتهم، مشددًا على أهمية امتياز غرب الدلتا في إستراتيجية الوزارة لزيادة الإنتاج المحلي وتعزيز دور مصر بصفتها مركزًا إقليميًا للطاقة.
كما أشار الوزير إلى أهمية التكامل الإقليمي مع دول الجوار، خاصة قبرص، لذلك اتُّفِق خلال اللقاء على مواصلة التنسيق بشأن تنفيذ خطط النمو في الامتياز، مع إجراء دراسات متقدمة لتحديد مواقع الحفر المستقبلية، وفتح المجال أمام استكشاف إمكانات إضافية.
يشار إلى أن منطقة امتياز غرب الدلتا البحري تمثّل محورًا رئيسًا في خطط الدولة لتوسيع الإنتاج، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى المشغّلين العالميين الذين يُبدون التزامًا طويل الأمد بضخّ استثمارات إضافية في البنية التحتية، وفتح آفاق جديدة للاستكشاف.
وقد أسهمت النجاحات التي تحققت سابقًا بتعزيز ثقة المستثمرين العالميين في فرص النمو المستدام داخل هذه المنطقة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويكتسب الملف أهمية إضافية مع بدء الإنتاج من المرحلة الـ11 ضمن الامتياز، بالتوازي مع خطوات لتوسعة النشاط، واستكشاف المزيد من التكوينات الجيولوجية، مما يعكس الزخم القائم نحو تطوير امتياز غرب الدلتا بصفته مصدرًا رئيسًا لتلبية الطلبين المحلي والعالمي على الغاز.
مشروعات الغاز في شرق المتوسط
إلى جانب خطط تطوير امتياز غرب الدلتا البحري، تناول اللقاء بين الوزير ووفد شل مستقبل التعاون المصري القبرصي، خاصة ما يتعلق بحقل أفروديت في المياه الإقليمية القبرصية.
وأكد الطرفان أهمية هذا التعاون بتعظيم القيمة الاقتصادية للغاز في المنطقة، مع الاستفادة من البنية التحتية المصرية في الاستقبال والمعالجة وإعادة التصدير، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأشار الوزير إلى أن مصر تولي اهتمامًا خاصًا بتعزيز دورها بصفتها مركزًا إقليميًا للطاقة، من خلال استقبال إنتاج الحقول القبرصية مثل "أفروديت" و"كرونوس"، ونقله إلى المنشآت المصرية للاستفادة منه محليًا أو تصديره.
بينما سلّط الوفد الضوء على الأهمية الإستراتيجية لمجمع إدكو للغاز الطبيعي المسال، الذي يمثّل نموذجًا ناجحًا للتعاون بين شل وقطاع النفط المصري، حيث يضطلع بدور رئيس في تصدير الغاز إلى الأسواق العالمية، بما يعزز مكانة مصر في تجارة الطاقة الإقليمية والعالمية.
وفي سياق متصل، أكد رئيس وفد شل التزام الشركة بتوسيع عملياتها في مصر، بما يشمل الاستثمار في تنمية حقل غرب مينا في البحر المتوسط، تمهيدًا لبدء حفر الآبار في منطقة امتياز شمال شرق العامرية.
وأوضح أن منطقة غرب المتوسط عمومًا تمثّل فرصة استثمارية مهمة لشركته.
بدوره، شدد الوزير على ضرورة تنويع مصادر إمدادات الغاز على المدى المتوسط والطويل، خاصة عبر تعزيز الربط مع دول شرق المتوسط، وذلك في موازاة جهود الدولة للتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، وتوفير الغاز لصناعات القيمة المضافة لتحقيق أقصى عائد من الموارد الوطنية.
امتياز غرب الدلتا.. قصة نجاح مستمرة
يمتدّ امتياز غرب الدلتا البحري على مساحة شاسعة قبالة السواحل الشمالية الغربية لمصر، ويضم عددًا من الحقول الكبرى مثل ريفين وتورس وليبرا، ويُعدّ أحد أهم مشروعات الغاز في البلاد خلال السنوات الأخيرة، بإجمالي احتياطيات يُقدّر بنحو 5 تريليونات قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.
وقد بدأ تطوير الامتياز في عام 2015 بمشاركة من شركات عالمية، أبرزها شل وبريتش غاز سابقًا، في إطار اتفاقيات تقاسُم إنتاج مع وزارة البترول المصرية. وشهدت المراحل الأولى نجاحات كبيرة، أبرزها التشغيل التجاري للمرحلتين الأولى والثانية قبل الموعد المحدد، ما عزَّز الثقة في قدرات الامتياز الإنتاجية.
وتُدار المشروعات داخل امتياز غرب الدلتا البحري -حاليًا- وفق رؤية متكاملة تشمل الإنتاج، والتوسعة، واستكشاف إمكانات جديدة، ما يجعله ركيزة أساسية في خطة مصر لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير فائض للتصدير، في حين تُسهم البنية التحتية المتطورة في إدكو بتسهيل هذه العمليات بصورة فعالة.
وأسهمت النجاحات التشغيلية للامتياز بتحقيق طفرة في إنتاج الغاز الطبيعي، إذ رُبط الإنتاج بشبكة خطوط قومية تصل إلى وحدات الإسالة في الشمال، ما أتاح تصدير الفوائض إلى أوروبا وآسيا، خاصة في أوقات ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
