أكد الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية أن الهجوم على مصر أصبح معتادا كلما نجحت الدولة في تحقيق انجاز يخص القضية الفلسطينية.
وقال فهمي في مقابلة مع برنامج "أخر النهار" المذاع على قناة "النهار": "كلما برز الموقف المصري ودوره في المفاوضات ومحاولة وقف إطلاق النار وحماية أرواح أهلنا في غزة وفتح الممرات لإيصال المساعدات، كلما ظهرت موجات ممنهجة ومنظمة للهجوم على مصر، وتصويرها كأنها هي التي تحاصر الفلسطينيين، على الرغم من الجهود الظاهرة وغير الظاهرة التي تبذلها الدولة المصرية".
وأضاف: "هذه الحملات تتجدد مع كل إنجاز تحققه مصر في هذا الملف، وتكون واضحة خصوصًا أمام السفارات المصرية في الخارج، حيث تتواجد عناصر معادية تنشط إعلاميًا عبر القنوات والميديا الموجهة، وليس فقط عبر السوشيال ميديا".
وتابع: "المشكلة ليست في فتح المعبر، فالمعبر مفتوح منذ اليوم الأول للمواجهة، ولكن لا يوجد طرف من الجانب الآخر يتسلم المساعدات، والمنطقة هناك منطقة عمليات عسكرية الدولة المصرية طورت المعبر من كونه معبر أفراد ليصبح معبرًا لنقل السلع والخدمات، وتم تجهيزه لذلك".
وأوضح: "الصورة هي الدليل، فشاحنات المساعدات واقفة والسائقون المصريون في انتظار الدخول. لا يُعقل أن تكون الدولة المصرية أعدّت كل هذه المساعدات وهي التي تمنع دخولها".
وأكمل: "وسائل الاعلام الإسرائيلية تصور أن هناك ضغوطًا من الجانب المصري لإدخال المساعدات، ومن الجانب المصري أيضًا ضغوط على الحكومة الإسرائيلية لفتح المعبر، لأن الحفاظ على العلاقة مع مصر مسألة أساسية خلال 48 ساعة فقط، دخلت مساعدات بجهد مصري مباشر، مع التقدير لجهود الأشقاء العرب الجهد المصري قائم ويتم عبر آليات محددة، وهو جهد مطلوب ومتكامل".
وذكر: "حين تحقق مصر إنجازًا أو استقرارًا، تواجه حملة تشويه، والهدف من الحملات المنظمة على الأرض وأمام السفارات وعلى السوشيال ميديا هو استهداف الدولة المصرية، خاصة في توقيتات محددة، وعبر ملفات حساسة كالقضية الفلسطينية، مصر ترحب بجهود كل الأشقاء، سواء من السعودية أو الإمارات أو قطر، وتؤمن بأن الدور العربي المشترك هو الأساس، لكن الجهد المصري حاضر ومؤثر".
واختتم: "مشروع إعمار غزة بدأ بجهد مصري خالص عبر أجهزة الدولة، ثم انتقل ليصبح مشروعًا عربيًا وإسلاميًا ودوليًا، وبدأ التسويق له على المستويات المختلفة والإعلام المصري لم يقصر في دعم القضية الفلسطينية، بل العكس هو الذي حدث".