أكد بدر عبد العاطي وزير الخارجية، أنه كانت هناك توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي بإيلاء اهتمام أكبر لمنطقة غرب إفريقيا لما لها من أهمية استراتيجية واقتصادية، خاصة أن دول الساحل الثلاث، وهي مالي وبوركينا فاسو والنيجر، مشيرا إلى أنها دول مهمة جدًا لأنها تقع ضمن نطاق الجوار الاستراتيجي لمصر، وأمنها واستقرارها يرتبطان بأمن واستقرار مصر.
وقال عبد العاطي في لقاء مع قناة "النيل للأخبار": "تم إدراج دول أخرى مثل تشاد، التي لدينا معها علاقات قوية، ونيجيريا، باعتبارها أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان، إلى جانب السنغال، التي تُعد البوابة الحقيقية لغرب إفريقيا ومن ثم جاء اختيار هذه الدول بناء على توجيهات فخامة الرئيس".
وأضاف: "لدينا علاقات سياسية متميزة وتاريخية راسخة مع كل دول القارة، ولكن لم يعد ذلك كافيًا للتقدم إلى الأمام يجب خلق مصالح مشتركة ومستدامة، وخصوصًا مصالح اقتصادية تخدم الدول الإفريقية ومصر، بحيث تشكل هذه المصالح قاعدة قوية للبناء عليها، في إطار من تحقيق المكاسب للجميع".
وتابع: "رافقني في الجولة وفد رفيع المستوى من مؤسسات الدولة، ومن القطاع الخاص المصري، بالإضافة إلى ممثلين عن البرلمان المصري، منهم رئيس لجنة العلاقات الإفريقية في مجلس النواب، وعضو من مجلس الشيوخ، ورئيس المجلس التصديري للأدوية".
وأكمل: "الوفد ضم أيضًا وزارات وهيئات حكومية، مثل وزارة البترول والثروة المعدنية، وجهاز مستقبل مصر، الذي لديه خبرة كبيرة في الزراعة واستصلاح الأراضي، ويقدم مقاربة شاملة تشمل أيضًا تربية الماشية والصناعات الغذائية".
وأوضح: "شاركت أيضا شركات مصرية من مختلف القطاعات، من أبرزها شركات البناء والتشييد مثل "المقاولون العرب" ذات السمعة الطيبة في إفريقيا، وشركات أخرى مثل أوراسكوم وشركات تعمل في البذور والتعدين والرقمنة والقطاع الصحي والدوائي، وهو قطاع قوي جدًا في مصر، وإفريقيا سوق واعدة له".
واختتم: "المقاربة التي جاء بها الوفد المصري، سواء من القطاع العام أو الخاص، تعكس التطورات الكبرى التي شهدتها القارة. إفريقيا الآن تبحث عن شراكات حقيقية، ولم تعد تؤمن بمنطق المنح أو الصفقات التجارية السريعة التي تخدم طرفًا واحدًا فقط. ولذلك جاء هذا الوفد في إطار فكر متطور، ومقاربة شاملة، تقوم على نقل التكنولوجيا والصناعات والخبرات المصرية إلى أشقائنا في إفريقيا، بناء على مبدأ تحقيق المكاسب للجميع".
