
جسّد عامل بنادي الشجرة في الإسماعيلية درسًا حيًا في الأمانة، بعدما عثر على حقيبة تحتوي على ثلاثة هواتف محمولة تعود لأطفال زوار النادي، وسارع بإعادتها إلى أصحابها دون تردد أو طمع، رافضًا أي مقابل مادي.

البداية كانت خلال نوبة عمل روتينية لـ”فتحي هرمل”، أحد أفراد طاقم العمل المسؤول عن متابعة الحدائق داخل النادي، حيث لمح حقيبة سوداء مهملة تحت أحد المقاعد. فتحي، الذي اعتاد أن يتعامل مع المواقف بمسؤولية، قرر فتح الحقيبة بحذر فوجد بداخلها ثلاثة هواتف حديثة، تُقدر قيمتها بعشرات الآلاف من الجنيهات.
وبدلًا من أن يتجاهل الأمر أو يحتفظ بالمحتويات، توجه فورًا إلى إدارة النادي وسلّمها الحقيبة، موثقًا الواقعة كما ينبغي. لم تمضِ ساعات حتى تواصلت والدة الأطفال مع الإدارة في حالة من القلق، وسرعان ما حضرت للتعرف على الأغراض المفقودة.
وبعد التأكد من الأوصاف، حاولت الأم شكر العامل بطريقتها، وعرضت عليه مبلغًا ماليًا، لكنه رفض قائلًا: “أنا عملت اللي ضميري بيقوله.. وده الطبيعي.”
إدارة نادي الشجرة لم تقف مكتوفة الأيدي، بل أعلنت أنها بصدد تكريم رسمي للعامل فتحي هرمل، مشيدة بسلوكه الذي يُعد انعكاسًا حقيقيًا لقيم النزاهة والانتماء للمكان.
المشهد لم يمر مرور الكرام، بل أثار موجة من الإشادة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تناقل المواطنون القصة بوصفها “جرعة أمل” في زمن باتت فيه الأمانة عملة نادرة.
فتحي لم يُعد فقط هواتف، بل أعاد الثقة في البسطاء الذين يُثبتون كل يوم أن الشرف لا يُقاس بما نملك، بل بما نختار أن نفعل