"قبلة" معجبة راغب علامة حملت 3 جرائم يعاقب عليها القانون

أثارت واقعة تقبيل إحدى المعجبات للفنان راغب علامة خلال حفله الأخير جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد تداول الفيديو الذي يوثق المشهد بشكل كبير، ما دفع مختصين في القانون إلى توضيح الأبعاد القانونية لهذا التصرف في ضوء التشريع المصري.

وفي هذا السياق، قال عصام عجاج، المحامي بالنقض، إن الفتاة التي أقدمت على تقبيل راغب علامة على المسرح ارتكبت ثلاث جرائم مترابطة لا يجوز فصلها عن بعضها، وذلك وفقًا لنص المادة 32 من قانون العقوبات المصري، التي تنص على أنه في حال ارتكاب عدة جرائم مرتبطة ببعض، يُعاقب المتهم بالعقوبة المقررة للجريمة الأشد.

وأوضح "عجاج"، خلال مداخلة تليفزيونية، أن أولى الجرائم التي وقعت فيها الفتاة هي ارتكاب فعل فاضح علني، لافتًا إلى أن القانون المصري يُجرّم مثل هذه الأفعال التي تقع في أماكن عامة وتخدش الحياء العام.

أما الجريمة الثانية، فهي الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة، حيث قام الطرف المعتدي – بحسب وصفه – باقتحام المساحة الشخصية للفنان دون إذن أو موافقة واضحة، ما يُعد مخالفة قانونية تستوجب العقوبة.

وأضاف أن الجريمة الثالثة هي التحريض على الفسق والفجور، خاصة بعد أن تم تداول الفيديو بشكل واسع عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ووصل إلى فئات عمرية مختلفة، من بينها أطفال، مما يُعد ظرفًا مشددًا يُضاعف من حدة الواقعة وخطورتها في نظر القانون.

وأشار المحامي إلى أن الفنان راغب علامة نفسه قد يكون عُرضة للمساءلة القانونية، لأنه لم يتخذ موقفًا يمنع هذا التصرف فور حدوثه، وهو ما قد يُفسّر قانونيًا باعتباره موافقة ضمنية أو تساهلًا مع الفعل، قائلًا: "راغب علامة لم يتدخل، وكان عليه أن يرفض التصرف فورًا على العلن".

وأكد "عجاج" أن القانون المصري لا يُفرّق بين الأشخاص في مثل هذه الوقائع، مضيفًا أن حتى الزوج إذا قبّل زوجته في الشارع يُعد مرتكبًا لفعل فاضح يُعاقب عليه القانون، لأن المسألة تتعلق بمكان حدوث الفعل لا بطبيعة العلاقة بين الأطراف.

وشدد على أن القانون المصري يضع ضوابط واضحة للحفاظ على النظام العام والآداب العامة في الأماكن العامة، وأن أي خروج عن تلك الضوابط يُعد جريمة يعاقب عليها القانون، خاصة إذا اقترن بالنشر أو التداول الإعلامي.

واختتم حديثه بالتأكيد على ضرورة احترام المساحات العامة وعدم التهاون في الأفعال التي قد تؤثر على القيم المجتمعية، لافتًا إلى أن انتشار وسائل التواصل جعل من الضروري التوعية بالحدود القانونية للسلوكيات في الأماكن العامة، حتى وإن كانت بدافع الإعجاب أو العفوية.

الواقعة ما زالت تثير تفاعلاً واسعًا، وسط انقسام في الآراء بين من يعتبرها تعبيرًا عفويًا عن الحب والإعجاب، وبين من يراها تجاوزًا غير مقبول يستدعي الوقوف أمامه بحزم.