تزامنًا مع انتظار طلاب الثانوية العامة لإعلان تنسيق الجامعات لعام 2025، تتزايد حيرة وقلق شريحة كبيرة من الطلاب الذين حصلوا على مجاميع منخفضة، خاصة أولئك الذين لم يتمكنوا من تحقيق طموحاتهم في الثانوية العامة، وللإجابة عن تساؤلاتهم، يقدم عدد من خبراء التربية والتعليم نصائح مهمة لتجاوز هذه المرحلة الحرجة واستثمار ما هو متاح من فرص تعليمية ومهنية.
الدكتور عاصم حجازي: المجموع لا يحدد مصيرك والنجاح بأيديك
وتزامنًا مع انتظار طلاب الثانوية العامة لإعلان تنسيق الجامعات لعام 2025، قال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ”كشكول”، إن المجموع المنخفض لا يعني الفشل على الإطلاق، فالنجاح يصنعه الطالب بنفسه، وليس بدرجاته، وأضاف:“لا تنزعج أو تتأثر نفسيًا بشكل سلبي، ولكن تعلّم الدرس جيدًا، وابدأ في التخطيط لتعويض ما فاتك، لأن المرحلة القادمة تحتاج إلى وعي وصبر وطموح”.
وأوضح حجازي، أن على الطالب اختيار مسار دراسي مناسب لمواهبه وقدراته، حتى وإن كان ذلك في أحد المعاهد الخاصة أو التخصصات غير التقليدية.
وأكد أهمية الاجتهاد في هذا المسار والتمكن منه، لأن النجاح يبدأ بالتخطيط والتنظيم، وليس باسم الكلية فقط، ونصح بدراسة سوق العمل المرتبط بالمجال الذي التحق به الطالب، لمعرفة فرص التطور فيه، ولبناء مستقبل مهني واقعي.
وأشار، إلى أن هناك دائمًا إمكانية لإجراء تدريب تحويلي، أو تغيير المسار، أو حتى تعلم مسار موازٍ لزيادة فرص النجاح في سوق العمل، كما شجّع الطلاب على استثمار وقت الإجازات أو الفراغ في تعلم حرفة أو مهنة، خاصة إذا كان لديهم ميول عملية، مؤكدًا أن المجتمع لا ينظر إلى المجموع بعد سنوات، بل إلى ما حققه الإنسان في مسيرته.
وختم حديثه قائلًا: “إذا استطعت أن تحقق نجاحًا في أي مجال، فلن يسألك أحد عن مجموعك في الثانوية العامة”.
الدكتور محمد عبد العزيز: استثمر قدراتك وحدد اختياراتك بعقلانية
وقال الدكتور محمد عبد العزيز، أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس، في تصريحات خاصة لـ”كشكول”، إن الكثير من طلاب الثانوية العامة جاءت نتائجهم مخيبة لآمالهم، سواء بسبب التقصير أو لأسباب أخرى خارجة عن إرادتهم، وأضاف أن هناك فئة من الطلاب حصلت على مجموع منخفض لا يتفق مع طموحاتهم، ما يسبب لهم إحباطًا شديدًا في ظل عدم وجود فرصة لإعادة السنة، وهو ما يتطلب التفكير العملي في البدائل المتاحة.
وأشار الدكتور عبد العزيز، إلى أنه إذا كان الطالب واثقًا من قدراته الحقيقية التي لم تتحقق في امتحانات الثانوية العامة، فما زالت أمامه فرصة للالتحاق بالجامعات الخاصة أو الأهلية، إذا كانت قدرات الأسرة المالية تسمح بذلك ففي هذه الحالة، يمكن للطالب اختيار كلية أو معهد قريب من طموحاته، وفقًا للمجموع المؤهل له داخل تلك المؤسسات، بما يتيح له مواصلة طريقه التعليمي في التخصص الذي يطمح إليه.
أما إذا لم تكن الجامعات الخاصة أو الأهلية خيارًا ممكنًا من الناحية المالية، فشدد الدكتور محمد عبد العزيز، على أهمية أن يكون الطالب حريصًا للغاية في اختيار التخصص المتبقي له في التنسيق.
ونصح بعدم التسرع في اختيار كلية أو معهد لا يوفر فرصة حقيقية للعمل بعد التخرج، حتى لا يهدر أربع سنوات من عمره في دراسة غير مجدية، ثم يضطر لتغيير المسار بعد التخرج، واختتم حديثه قائلًا:“كن حريصًا، واستشر أهل الخبرة قبل اتخاذ قرارك”.
الدكتور محمد فتح الله: الـ50% ليست نهاية الطريق.. المعاهد التكنولوجية والفرص البديلة قد تكون بوابتك للنجاح
قال الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم التربوي، في تصريحات خاصة لـ”كشكول”، إن انخفاض المجموع في الثانوية العامة، حتى وإن وصل إلى 50%، لا يعني نهاية المستقبل، بل هو مجرد محطة من محطات الحياة.
وأكد أن الأزمة قد تكون قاسية نفسيًا، خاصة للطلاب الذين اعتادوا على تحقيق نتائج مرتفعة في المراحل الدراسية السابقة، ولكن المهم أن يتحلى الطالب بالصدق مع نفسه، ويدرك أسباب هذا التراجع، دون أن يلقي اللوم بالكامل على المدرسة أو الامتحانات أو التصحيح، لأن جزءًا كبيرًا من المسؤولية يقع عليه شخصيًا.
وشدد الدكتور فتح الله، على أن تجاوز هذه الأزمة يبدأ من المصارحة، ثم الانتقال إلى التفكير العملي، وقال:“الطالب لازم يقف مع نفسه ويحلل أسباب انخفاض المجموع، ويبدأ يشوف إن المستقبل مش مربوط فقط بالكلية اللي يدخلها، لكن بقدراته ورؤيته لحياته بعد الدراسة”.
وأضاف أن الطلاب الذين يمتلكون إصرارًا وتصميمًا يستطيعون التقدم خطوة بخطوة نحو مستقبلهم، حتى إن لم يحصلوا على مقعد بكليات القمة، مؤكدًا أن المجموع ليس المعيار الوحيد للنجاح في الحياة.
وأوضح الدكتور محمد فتح الله، أن هناك فرصًا حقيقية أمام طلاب المجموعات المنخفضة، مثل الالتحاق بالمعاهد الفنية والمعاهد التكنولوجية التي تمتد لعامين فقط، وتؤهل الطالب مباشرة لسوق العمل، كما أشار إلى إمكانية استكمال الدراسة بعد ذلك للحصول على درجة البكالوريوس أو الليسانس، مما يفتح آفاقًا أوسع أمام الطالب.
ولفت إلى أن الجامعات التكنولوجية والتطبيقية أصبحت من البدائل الجادة، لما تقدمه من تعليم عملي حديث يواكب متطلبات سوق العمل، مؤكدًا أن النجاح مرهون بامتلاك رؤية واضحة للمستقبل وليس فقط باختيار الكلية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
