في تأكيد لطموحها كوجهة سياحية عالمية، توقعت دراسة حديثة أن يصل حجم سوق الضيافة في مصر إلى 8،820.6 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2033، بنمو سنوي مركب يبلغ 4.18% خلال الفترة من 2025 إلى 2033، بعد أن سجل 6،101.5 مليون دولار في 2024.
جاء ذلك في تقرير أصدرته مجموعة آي إم إيه آر سي بالقاهرة في 25 يوليو 2025، مشيرًا إلى أن السياحة الإيكولوجية، والتحول الرقمي، والطلب المتزايد على التجارب الثقافية الأصيلة، هي الركائز التي تدفع هذا النمو.
يؤكد المسؤولون أن هذا التوسع سيعزز الاقتصاد المصري، ويوفر عشرات الآلاف من فرص العمل، ويعكس جاذبية السوق المصري للمستثمرين، وفقًا لتقرير مجموعة إيمارك على موقعها على شبكة الويب.
يشهد قطاع الضيافة في مصر انتعاشًا مدعومًا بتنوع عروضه، من الفنادق الراقية إلى المنتجعات الساحلية والشقق الخدمية.
استقبلت مصر 14.9 مليون سائح في 2024، محققة إيرادات سياحية بلغت 13.1 مليار دولار، بفضل مشاريع مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومنتجعات البحر الأحمر، التي جذبت استثمارات تجاوزت 10 مليارات دولار منذ 2020.
وتشير التقارير إلى أن الفنادق السياحية، سواء التابعة لسلاسل عالمية مثل فور سيزنز وكمبينسكي، أو المستقلة، تهيمن على السوق، بينما تنمو الشقق الخدمية والفنادق الاقتصادية بسرعة لتلبية احتياجات السياح من مختلف الفئات.
كما تبرز مناطق القاهرة الكبرى، الإسكندرية، وقناة السويس كمحاور رئيسية، مع إقبال متزايد على الدلتا ومناطق أخرى.
تدفع السياحة الإيكولوجية والمستدامة نمو السوق، حيث يزداد الطلب على الإقامة في منتجعات صديقة للبيئة، مثل تلك المطلة على شعاب البحر الأحمر المرجانية أو الصحارى المصرية. تدعم الحكومة هذا الاتجاه بسياسات تشجع الاستثمار في السياحة الخضراء، مثل الإعفاءات الضريبية وحماية الموائل الطبيعية.
في الوقت ذاته، يلعب التحول الرقمي دورًا محوريًا، حيث تعتمد الفنادق على تقنيات مثل تسجيل الوصول عبر الهاتف، والخدمات الافتراضية، وتحليلات البيانات لتقديم تجارب مخصصة.
كما تسهم منصات الحجز الإلكتروني في زيادة الحجوزات بنسبة 20% سنويًا، مما يعزز الترويج لوجهات مصر.
تتألق السياحة الثقافية كمحرك رئيسي، مع إقبال الزوار على جولات التراث في الأقصر وأسوان، والتجارب الشعبية في الأسواق التقليدية، وورش الحرف اليدوية.
تساهم إحياء المهرجانات الثقافية وحماية التراث غير المادي في تمييز مصر كوجهة فريدة.
أخبار القطاع تشهد ديناميكية، حيث استحوذت هيئة أبوظبي للاستثمار في يناير 2024 على 40.5% من شركة آيكون، ذراع الضيافة لمجموعة طلعت مصطفى، التي تمتلك فنادق فاخرة مثل فور سيزنز بالقاهرة.
كما وقّعت شركة بالم هيلز في ديسمبر 2023 اتفاقية مع ماريوت لإنشاء فندق جديد بالقاهرة.
مع استمرار هذه الجهود، تتجه مصر نحو تحقيق رؤيتها كمركز ضيافة عالمي، مدعومة بتراثها العريق وطموحها الاقتصادي.
