
تتسارع التطورات على الساحة الإسرائيلية مع تصاعد التهديدات السياسية والعسكرية بشأن مصير الجنود الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وسط تعثر في المفاوضات وتزايد الضغوط الداخلية.
فقد أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تهديدًا صريحًا بـ"فتح أبواب الجحيم" في غزة إذا لم يتم الإفراج عن المختطفين قريبًا، بينما دعا وزراء متطرفون إلى اجتياح القطاع بالكامل دون أي اعتبار للمساعدات الإنسانية أو صفقات التبادل.
في المقابل، ناشدت عائلات الأسرى القيادة السياسية لإتمام صفقة تبادل شاملة، محذّرين من أن الفرصة المتاحة قد لا تتكرر.

وزير الدفاع الإسرائيلي: الإفراج أو الجحيم
في تصريحات لافتة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي: "إذا لم يتم الإفراج عن المخطوفين قريبًا، فسنفتح أبواب الجحيم في غزة"، ملوّحًا بتصعيد عسكري غير مسبوق ضد القطاع.
وأضاف كاتس أن الجيش مستعد للذهاب إلى أبعد مدى لإنهاء ملف الرهائن، وهو ما اعتبره مراقبون تصعيدًا إضافيًا يهدد بنسف المفاوضات الجارية.
سموتريتش: لا صفقات ولا مساعدات.. حان وقت التدمير
من جانبه، جدد وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش رفضه لأي تفاوض مع حماس، قائلًا: "لا حاجة للتحدث مع حماس، بل يجب تدميرها بالكامل دون أي صفقات استسلام أو مساعدات إنسانية".
تأتي تصريحاته في وقت يطالب فيه بعض المسؤولين بإغلاق الباب نهائيًا أمام أي اتفاق مرحلي، والمضي قدمًا نحو احتلال غزة.
رئيس الأركان: نواجه حربًا متعددة الجبهات
قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير إن "الجيش يخوض حربًا غير مسبوقة في تاريخه"، مشيرًا إلى أن العمليات لا تقتصر على غزة فقط، بل تشمل طهران وصنعاء وبيروت وسوريا وجنين.
وأضاف: "نحن في مفترق طرق حاسم، ستكون له تداعيات استراتيجية على مستقبل المعركة".
وأكد أن سلاح البر هو العنصر الأساسي في الحسم، ولا يمكن التخلي عنه في العمليات القادمة.
الرئيس الإسرائيلي: نأمل بسماع أخبار سارة قريبًا
في زيارة لجنود الجيش في غزة، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إن هناك مفاوضات مكثفة جارية بشأن ملف الرهائن، معربًا عن أمله في التوصل إلى نتائج إيجابية قريبًا.
وتُعد هذه التصريحات إشارة إلى استمرار المحادثات غير المباشرة، رغم التوتر السياسي والتصعيد العسكري المتزايد.
عائلات الأسرى: لا تضيعوا الفرصة الأخيرة
في مؤتمر صحفي عقد في واشنطن، وجّهت عائلات الأسرى الإسرائيليين نداءً عاجلًا إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتدخل من أجل إبرام صفقة تبادل شاملة.
وقالت العائلات: "العمليات العسكرية في دير البلح تهدد حياة أبنائنا، ويجب وقفها فورًا".
وأضافوا: "لدينا فرصة أخيرة لإعادة أحبائنا.. يجب ألا نُضيعها"، محذرين من أن التراخي قد يؤدي إلى فقدانهم إلى الأبد.
انقسام داخلي إسرائيلي بين الحرب والتفاوض
تعيش إسرائيل في حالة من الانقسام الداخلي الحاد بين تيارات تطالب باجتياح غزة وإسقاط حكم حماس بالقوة، وأخرى تدعو إلى إنقاذ حياة الأسرى عبر التفاوض.
ومع استمرار العمليات العسكرية وتصاعد القصف في مناطق متفرقة من القطاع، تتزايد المخاوف من انهيار المفاوضات، والدخول في دوامة جديدة من التصعيد الدموي.
غزة على شفير الهاوية والعالم يراقب
في ظل التهديدات الإسرائيلية العلنية، والتصريحات المتناقضة بين الساسة والعسكر، تظل غزة تقف على حافة انفجار جديد.
وبين رهائن تحت الأرض، ومدنيين محاصرين فوقها، وبين مفاوضات هشّة وتهديدات بالاجتياح الكامل، يزداد الضغط على المجتمع الدولي للتدخل قبل أن تُفتح "أبواب الجحيم" بالفعل.