
كشف تقرير استقصائي نشرته قناة إيران إنترناشيونال المعارضة عن تفاصيل مذهلة حول عمليات إسرائيل لاغتيال كبار قادة الحرس الثوري الإيراني خلال حرب استمرت 12 يومًا، مستخدمة تقنيات متطورة تشمل تحليل الحمض النووي (DNA) ومكالمات هاتفية مزيفة. وصف التقرير هذه العمليات بأنها "واحدة من أكثر الهزائم الأمنية والعسكرية غرابة في العصر الحديث"، حيث كشفت عن اختراقات استخباراتية عميقة في جهاز الأمن الإيراني نفذتها وكالة الموساد الإسرائيلية باستخدام التسلل السيبراني، الذكاء الاصطناعي، والعملاء البشريين.

تأتي هذه التقارير في إطار الصراع المستمر بين إسرائيل وإيران، وسط تصاعد التوترات الإقليمية بعد انتهاء الحرب قبل شهر، وفقا لموقع واي نت نيوز الإسرائيلي.
تفاصيل العمليات
وفقًا للتقرير، نجح الموساد في استدراج اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، عبر تسريب تاريخ هجوم إسرائيلي مزعوم من خلال عميل قريب منه، لجذبه إلى موقع تم التخطيط لاغتياله فيه. في عملية أخرى، تم استدعاء اللواء أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوية الفضائية للحرس الثوري، ونوابه إلى اجتماع زائف نظمه الموساد باستخدام مكالمة هاتفية مزيفة، وصفت بأنها كانت "مقنعة للغاية" لدرجة أن القادة وافقوا على الحضور. بمجرد تجمعهم، تم استهدافهم بضربة صاروخية واحدة أودت بحياتهم جميعًا.
كما استهدفت إسرائيل اللواء علي شادماني، الذي تولى قيادة مقر خاتم الأنبياء، وهو أعلى هيئة عسكرية إيرانية في زمن الحرب، بعد أربعة أيام فقط من اغتيال سلفه اللواء غلام علي رشيد. تم تعقب شادماني عبر عملية معقدة استخدمت عينة من الحمض النووي تم الحصول عليها بوسائل رقمية، إلى جانب تقنيات التعرف على الوجه باستخدام الذكاء الاصطناعي والتحليل الجيني. تم زرع برمجيات خبيثة في كاميرات الأمان في طهران، مما مكن من تحديد موقع شادماني في حي زعفرانية، حيث قُتل بضربة طائرة بدون طيار في 27 يونيو 2025.
في عملية أخرى، تم استهداف رئيس مخابرات الحرس الثوري، محمد كاظمي، ونائبيه، بعد استدراجهم إلى منزل آمن في زقاق كوردباتشة بواسطة عميل. انتظرت القوات الإسرائيلية حتى إخلاء روضة أطفال قريبة قبل تنفيذ الضربة بعد 10 دقائق، مما أدى إلى مقتلهم. أثار موقع الضربة، الواقع بين روضتي أطفال ومدرسة للبنات، مخاوف بشأن استخدام الحرس الثوري للمدنيين كدروع بشرية.
التقنيات المستخدمة
تحليل الحمض النووي: اعتمد الموساد على جمع عينات بيولوجية (مثل الشعر أو بقايا الجلد) بوسائل رقمية، مع تحليلها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل الجيني لتأكيد هوية الأهداف بدقة عالية.
مكالمات هاتفية مزيفة: تم إنشاء مكالمات باستخدام الذكاء الاصطناعي لمحاكاة أصوات أشخاص مقربين من الأهداف، مما جعلها مقنعة بما يكفي لاستدراج القادة إلى مواقع محددة.
التسلل السيبراني: تم زرع برمجيات خبيثة في كاميرات الأمان في طهران، مما سمح بتحديد مواقع الأهداف بدقة. كما أشار التقرير إلى أن إيران تعرضت لأكثر من 20،000 هجوم سيبراني خلال الحرب، وفقًا لتصريح وزير الاتصالات الإيراني.
طائرات بدون طيار وصواريخ دقيقة: استخدمت إسرائيل طائرات بدون طيار وصواريخ موجهة بدقة لتنفيذ الضربات بعد تأكيد مواقع الأهداف.
ردود الفعل الإيرانية
أفادت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني أن ما لا يقل عن 1062 شخصًا قُتلوا خلال القتال مع إسرائيل، بينهم 102 امرأة و38 طفلًا.
وأشار وزير الاتصالات الإيراني إلى أن البلاد تمكنت من صد العديد من الهجمات السيبرانية، لكن الاختراقات العميقة في الأنظمة الأمنية كشفت عن ضعف كبير في البنية التحتية الإيرانية. ولم يصدر تعليق رسمي من إيران حول الاغتيالات المحددة المذكورة في التقرير، لكن التقرير يشير إلى أن هذه العمليات أثارت صدمة في الأوساط العسكرية الإيرانية.
السياق الإقليمي
تأتي هذه التقارير بعد حرب استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، وهي جزء من الصراع الأوسع الذي يشمل البرنامج النووي الإيراني ودعم طهران لجماعات مثل حزب الله. يُظهر التقرير قدرة إسرائيل على اختراق الأجهزة الأمنية الإيرانية بعمق، مما يثير تساؤلات حول مدى أمان القادة العسكريين الإيرانيين في المستقبل. كما أن استخدام تقنيات مثل الحمض النووي والذكاء الاصطناعي يعكس تطورًا كبيرًا في الحروب الاستخباراتية.
تُبرز عمليات الاغتيال الإسرائيلية، التي اعتمدت على تحليل الحمض النووي ومكالمات هاتفية مزيفة، مستوى غير مسبوق من التطور التكنولوجي والتخطيط الاستخباراتي. ومع ذلك، تثير هذه العمليات تساؤلات حول التبعات الأخلاقية والقانونية، خاصة فيما يتعلق باستخدام المدنيين كدروع بشرية من قبل الحرس الثوري. في ظل التوترات المستمرة، يبقى السؤال: هل ستؤدي هذه الاختراقات إلى رد إيراني يُعيد إشعال الصراع، أم ستدفع طهران لتعزيز دفاعاتها الأمنية؟