منذ كانت في الصف الخامس الابتدائي، علّقت الطفلة وسام بكري حسن، ورقة صغيرة على جدار حجرتها، كتبت عليها بخط يدها: "نفسي أبقى دكتورة عيون وأساعد الناس اللي زيي"، كان الحلم نابعًا من معاناة شخصية مع مشاكل الإبصار، تحولت مع الوقت إلى دافع قوي جعلها تتمسك بهدفها، وترفض التخلي عنه.
اليوم، تحقق حلم وسام، ابنة قرية دلاص التابعة لمركز ناصر بمحافظة بني سويف، بعد أن تصدرت أوائل الثانوية العامة على مستوى الجمهورية – شعبة علمي علوم (فئة الدمج التعليمي)، وسط فرحة غامرة غلّفت أسرتها، وزغاريد علت في منزلهم المتواضع.
ألتقينا بـ وسام، التي بدأت حديثها بـ "ماكنتش مصدقة"، مؤكدة أن الخبر كان مفاجأة لم تكن تتوقعها، خاصة أنها علمت بتفوقها من خلال مواقع الأخبار على الإنترنت، دون المكالمة التقليدية من الوزير، لكنها شعرت وقتها أن سنوات التعب والمذاكرة اليومية الطويلة لم تذهب هدرًا.
وأضافت: "كنت بذاكر 6 لـ8 ساعات يوميًا، وكنت بقضي ليالي كتير في هدوء، والورقة اللي علقتها على الحيطة كنت ببصلها كل يوم عشان أفتكر أنا ليه بحارب".
وتابعت وسام: "أمي كانت دايمًا جنبي.. كانت بتشجعني وبتتحمل معايا، وهي أول قدوة ليا في الحياة، بجانب الدكتور مجدي يعقوب، اللي بشوفه نموذج في الطب والإنسانية".
وسام تنتمي لأسرة بسيطة؛ والدها يعمل في الأعمال الحرة، ووالدتها معلمة، ولديها شقيقان: محمد الحاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، وذكرى الطالبة بكلية الفنون التطبيقية.
وفي لحظة إعلان النتيجة، علت الزغاريد في المنزل، وعبّر والدها عن سعادته قائلًا: "دي أحلى لحظة في حياتي.. بنتي شرفتنا ورفعت راسنا"، فيما قالت والدتها بفخر: "حلمنا اتحقق، وشوفت وسام بتدخل كلية الطب زي ما كانت بتتمنى".
وأكدت وسام أنها ستحقق حلمها بالكامل بالالتحاق بكلية الطب البشري والتخصص في طب وجراحة العيون، لتكون طبيبة تُعيد الأمل لمرضى مثلها، وترد الجميل لعائلتها ومجتمعها.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
