انتقادات حادة لعراقجي بعد ظهوره على "فوكس نيوز".. وكالة "فارس": المقابلة احتوت على "أخطاء استراتيجية" تضعف موقف إيران في المفاوضات النووية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وجهت وكالة "فارس" الإخبارية، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، انتقادات حادة لتصريحات وزير الخارجية عباس عراقجي خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، معتبرة أن المقابلة احتوت على "أخطاء استراتيجية" من شأنها إضعاف موقف إيران في المفاوضات النووية المرتقبة مع الدول الأوروبية.

وقالت الوكالة إن إقرار عراقجي بتسبب الضربات الأمريكية الأخيرة في "أضرار جسيمة" للمنشآت النووية، وتأكيده توقف عمليات التخصيب مؤقتًا، يعكس "مؤشرات ضعف مقلقة".

 انتقادات حادة لعراقجي 

وكان عراقجي قد صرّح في المقابلة: "منشآتنا تعرضت لأضرار كبيرة... وعمليات التخصيب توقفت حاليًا، وما زلنا نقوم بالتقييم".

واعتبرت "فارس" هذه التصريحات مبالغًا فيها، محذّرة من أنها قد تُفهم في الغرب كدليل على مرونة مفرطة، ما قد يدفع الولايات المتحدة وحلفاءها إلى زيادة الضغوط على طهران، خصوصًا في ظل تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقوله: "إذا لزم الأمر، سنضرب مجددًا".

وانتقدت الوكالة أيضًا تصريح عرقجي بشأن الفتوى التي أصدرها رجال دين إيرانيون بارزون، والتي دعت إلى قتل ترامب، حيث وصفها الوزير بأنها صادرة عن "مجموعات متطرفة"، في محاولة للنأي بالحكومة عنها، وهو ما اعتبرته الوكالة "خطوة تفتقر للحزم وتضعف وحدة الموقف الإيراني في مواجهة العدوان الأجنبي"، خاصة في ظل الحملة الإلكترونية لجمع التبرعات دعمًا لهذه الفتوى.

وتطرّق عراقجي في المقابلة كذلك إلى شعار "الموت لأمريكا"، موضحًا أنه "يستهدف السياسات الخارجية الأمريكية، لا الشعب الأمريكي"، في حين أكد بيان صادر عن البرلمان الإيراني الأسبوع الماضي أن الشعار يعني "الموت لترامب ومن يحكمون أمريكا"، في إشارة مباشرة إلى القيادات الأمريكية.

ومن النقاط المثيرة للجدل أيضًا، تصريحات عرقجي بشأن موقف إيران من إسرائيل، حيث قال: "هذا شأن الجماعات الأخرى... لكن إيران لم تكن يومًا تتبنى سياسة محو إسرائيل من الخريطة"، وهو موقف بدا متناقضًا مع التصريحات السابقة للمرشد الأعلى علي خامنئي ومسؤولين إيرانيين كبار عبّروا صراحة عن دعمهم لإزالة إسرائيل.

وعلى الرغم من تشديده على حق إيران في تخصيب اليورانيوم، اعتبرت وكالة "فارس" أن عرقجي فشل في تحقيق التوازن المطلوب بين الرسائل الدبلوماسية وإظهار عناصر الردع.

تأتي هذه المقابلة في وقت حساس، قبيل استئناف المحادثات النووية بين طهران وكل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، في ظل تهديدات باستخدام آلية "سناب باك" في مجلس الأمن، وإمكانية إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران.