

هدفت الدراسة إلى رصد كيفية تناول المؤثرين للقضايا البيئية وعلاقة ذلك بوعي الشباب وسلوكياتهم البيئية، وفي هذا السياق، قامت الدراسة، في شقها التحليلي، بفحص المحتوى البيئي المقدم من قبل مؤثرين بارزين على فيسبوك في مصر، مثل الدحيح (أحمد الغندور)، زي الكتاب ما بيقول (أحمد سلامة)، وشارع العلوم (عبد الله عدنان)، على مدار ثلاث سنوات (نوفمبر 2021 – أكتوبر 2024)، حيث ركز التحليل على أبرز القضايا البيئية المطروحة، وأهداف المؤثرين من تناولها، وطبيعة المحتوى والسمات اللغوية المستخدمة، بالإضافة إلى مصادر المعلومات والتقنيات الرقمية المعتمدة.

وفي شقها الميداني، استطلعت الدراسة آراء عينة من الشباب المصري الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عامًا لقياس مدى متابعتهم وثقتهم في المضامين البيئية المقدمة من المؤثرين، والكشف عن القضايا البيئية الأكثر متابعة، وتحديد الاتجاهات والتأثيرات المعرفية والوجدانية والسلوكية الناتجة عن هذه المتابعة، واعتمدت الدراسة على منهجي المسح الإعلامي والتحليل بالمضمون، مستندة إلى نظريتي الاعتماد على وسائل الإعلام والاستخدامات والإشباعات لفهم آليات هذا التأثير.
وخلصت الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المؤثرين في تناولهم للقضايا البيئية، ووجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين تعرض الشباب للمضامين البيئية في محتوى المؤثرين وطبيعة اتجاهاتهم البيئية ومعارفهم الناتجة.
تأتي هذه الدراسة لتؤكد الأهمية المتزايدة للمؤثرين كقوة دافعة في التوعية البيئية، وتقديم صورة أوضح حول متابعة الشباب للمضامين البيئية على منصات التواصل الاجتماعي وتأثير ذلك على سلوكهم وقناعاتهم، وتكتسب توصية اللجنة بالطبع والتبادل أهمية خاصة، حيث ستسهم في نشر نتائج الدراسة وتعميم الفائدة المرجوة منها على نطاق أوسع في الأوساط الأكاديمية والبحثية.