سلّط أمين عام أوبك هيثم الغيص الضوء -مجددًا- على أهمية غاز النفط المسال، بوصفه أحد الحلول الطهي النظيف، إذ يُسبّب تلوث الهواء المنزلي نحو 3.2 مليون حالة وفاة سنويًا.
وأشار الغيص إلى إحصائية "مُقلقة وصادمة" في آنٍ واحد، على حدّ وصفه، تتمثل في اعتماد ما يقرب من ربع سكان العالم -أي نحو 2.1 مليار نسمة- على أنواع وقود ملوّثة للطهي، تُشكّل مخاطر صحّية جسيمة، تُؤدي إلى الأمراض والوفيات.
وشدّد أمين عام أوبك -في مقال حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- على أن الحل للتغلب على هذا التحدي المأساوي واضح هو الارتقاء بمستوى استعمال أنواع وقود الطهي النظيف.
وقال الغيص، إنه يُمكن لغاز النفط المسال، بوصفه منتجًا، أن يكون حيويًا في ضمان رعاية الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع، ويُمكن أن يكون منقذًا للحياة.
وكتب الغيص في مقاله: "نأمل أن يحتفل العالم في عام 2030 بتحقيق الوصول الشامل إلى وقود وتقنيات الطهي النظيف.. سيكون لغاز النفط المسال وصناعة النفط والغاز دور فعّال في جعل هذه الرؤية حقيقة واقعة".
الوقود النظيف للطهي
استعان أمين عام أوبك، هيثم الغيص، بإرشادات أصدرتها منظمة الصحة العالمية (WHO)، حول ماهية الوقود النظيف.
ويُعرّف الوقود النظيف للطهي بأنه أيّ وقود أو تقنية تُحقق مستويات الجسيمات الدقيقة وأول أكسيد الكربون الموصي بها في إرشادات منظمة الصحة العالمية لجودة الهواء، مثل الطاقة الشمسية، والغاز الحيوي، والغاز الطبيعي، وغاز النفط المسال.
وقد أكدت مجموعة من الجهات الفاعلة أهمية غاز النفط المسال في تحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، الذي يهدف جزء منه إلى تحقيق الوصول الشامل للطهي النظيف بحلول عام 2030.
ورأى الغيص أن غاز النفط المسال يُعدّ -في الواقع- الحل الرئيس لتحقيق هذا الهدف، وقد كان لزيادة الوصول إلى مواقد وأسطوانات غاز النفط المسال دورٌ حاسمٌ في التقدم المُحرَز حتى الآن.
وأشار أمين عام أوبك إلى أن فوائد غاز النفط المسال واضحة؛ إذ يُصدر استعماله المباشر نصف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، في المتوسط، مقارنةً بالاستعمال التقليدي للكتلة الحيوية.
كما تتميز مواقد غاز النفط المسال بسهولة النقل وكفاءتها العالية في استهلاك الطاقة، بحسب ما أكده الغيص في مقاله الذي نشرته منظمة الدول المُصدّرة للنفط (أوبك).
وسلّطت أوبك الضوء على الدور الذي يُمكن أن يؤديه غاز النفط المسال في تحسين مستويات المعيشة والصحة وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بإسهاماتها في خريطة طريق رئاسة البرازيل لمجموعة العشرين لإستراتيجية الطهي النظيف لعام 2024، وكذلك في عمل رئاسة جنوب أفريقيا الحالية لمجموعة العشرين حول هذا الموضوع.
وتدعو المنظمة إلى سياسات وبرامج لتعزيز وتمويل وتنفيذ مشروعات تُوسّع نطاق استعمال غاز النفط المسال في جميع المناطق والدول.
وقد أدت الدول الأعضاء في أوبك دورًا مهمًا في هذا المجال، من خلال مبادرات مثل "برنامج استدامة النفط" و"خريطة طريق الطهي النظيف".
إنتاج غاز النفط المسال
قال أمين عام أوبك، هيثم الغيص، إن غاز النفط المسال يُنتج من قِبل صناعة النفط والغاز، ويُستردّ نحو 60% من إجمالي كمية غاز النفط المسال المُنتجة عالميًا مباشرةً من حقول النفط والغاز.
وخلال عملية تكرير النفط، تمرّ عملية إنتاج غاز النفط المسال بمراحل مختلفة، على سبيل المثال، أثناء التقطير الجوي، والإصلاح، والتكسير.
وعلى المستوى العالمي، يُشكّل ما يقرب من 40% من غاز النفط المسال ناتجًا ثانويًا من تكرير النفط.
وقال الغيص: "بما أن إنتاج غاز النفط المسال مُتكامل مع سلسلة إنتاج صناعة النفط والغاز، فإن تلبية الطلب المتزايد على غاز النفط المسال تتطلب استقرار سوق النفط".
ومن المتوقع أن يزداد الطلب على غاز النفط المسال بمقدار 1.4 مليون برميل يوميًا بين عامي 2024 و2050، ليصل إلى أكثر من 11.7 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050.
وشدد الغيص على أن هذا الأمر يؤكد السياق الأوسع للحاجة إلى مزيد من الاستثمار في صناعة النفط والغاز؛ نظرًا للدور المحوري الذي يؤديه النفط والمنتجات المشتقة منه، مثل غاز النفط المسال، في العديد من جوانب الحياة العصرية.
ودعت أوبك باستمرار إلى استثمارات كافية، وفي الوقت المناسب، بصناعة النفط؛ إذ قدّر تقريرها الصادر مؤخرًا بعنوان "توقعات النفط العالمية لعام 2025" أن الاستثمارات التراكمية المطلوبة في صناعة النفط ستبلغ 18.2 تريليون دولار بحلول عام 2050.
وشدّد أمين عام أوبك على أن هذه الاستثمارات ستكون حاسمة في ضمان أمن الطاقة والتخفيف من وطأة فقر الطاقة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
