قال المهندس تامر الحبال القيادي بحزب مستقبل وطن، إن العلاقات المصرية السعودية تجسد على مر العقود نموذجًا فريدًا للشراكة الاستراتيجية المبنية على الأخوة والتكامل والرؤية الموحدة، فقد استطاعت الدولتان، رغم تعاقب الأزمات والتحديات التي شهدتها المنطقة، أن تحافظا على خط تعاون مستقر، يتطور باستمرار ويأخذ أبعادًا أكثر شمولًا وتأثيرًا، ليس فقط على المستوى الثنائي، بل على مجمل المشهد العربي والإقليمي.
الإرادة السياسية الصادقة
وأضاف القيادي بحزب مستقبل وطن في تصريحات صحفية له اليوم الجمعة ، إن العلاقات بين القاهرة والرياض ترتكز على ركيزتين أساسيتين: الإرادة السياسية الصادقة لدى القيادتين، والوعي الشعبي المتبادل بأهمية هذا التحالف العربي الكبير، هي تحالف حقيقي ينعكس في الملفات الإقليمية الكبرى وفي الحراك المشترك لحماية الأمن القومي العربي.
وأشار الحبال إلى أن اللقاء الأخير الذي جرى بمدينة العلمين بين وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي، ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، يأتي في إطار هذا التناغم المستمر والتشاور المتبادل بين البلدين، لا سيما في ظل الظروف الإقليمية بالغة التعقيد، التي تتطلب أعلى درجات التنسيق بين العواصم المؤثرة في المنطقة.
الشراكة المؤسسية
وأوضح الحبال أن أبرز ما يميز العلاقات المصرية السعودية في الوقت الراهن، هو انتقالها من مرحلة "التنسيق الظرفي" إلى "الشراكة المؤسسية"، وهو ما يتجلى في تأسيس مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي، الذي يمثل منصة دائمة لدعم المشاريع المشتركة وتطوير التعاون في المجالات الاقتصادية، والاستثمارية، والتجارية، إلى جانب توحيد المواقف الإقليمية والدولية.
و أكد الحبال أن القاهرة والرياض تتحركان بتنسيق محكم في ملفات مثل القضية الفلسطينية، حيث تبذل مصر جهودًا دبلوماسية وإنسانية هائلة لوقف إطلاق النار في غزة وضمان تدفق المساعدات، وتحظى بدعم سعودي واضح. كما ينطبق الأمر على الملف الليبي، حيث يتمسك البلدان بضرورة الحل الليبي-الليبي دون تدخلات خارجية، وكذلك في الأزمة السودانية التي تمثل تحديًا كبيرًا لأمن واستقرار المنطقة.
ولفت إلى أن الرسالة التي وجهها وزير الخارجية المصري خلال اللقاء، برفض أي محاولات يائسة للنيل من العلاقات بين مصر والسعودية، كانت حاسمة في مضمونها، وتؤكد أن تلك العلاقة عصية على الاستهداف الإعلامي أو التضليل الإلكتروني، لما لها من جذور راسخة على كافة المستويات.
وأكد الحبال أن هذا التحالف يمثل في حقيقته، صمّام أمان للمنطقة بأسرها، ويُعدّ من النماذج القليلة في الإقليم التي تتمتع بالاستمرارية، والقدرة على التكيّف مع المتغيرات، وإحداث تأثير فعلي على الأرض لصالح الشعوب واستقرار المنطقة.