مصر تواصل ريادتها في علاج الأورام عبر المبادرات الرئاسية

علاج الأورام في مصر 

أكد الدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة لشؤون المشروعات ومبادرات الصحة العامة، أن مصر تُطبق اليوم أعلى المعايير العالمية في مجال تشخيص وعلاج الأورام، مشيرًا إلى أن ما تحقق من نجاحات ملموسة في السنوات الأخيرة يعود بالأساس إلى المبادرات الرئاسية للصحة العامة، التي أحدثت تحولًا جذريًا في جودة الخدمات وتوسيع نطاق الاستفادة لتشمل ملايين المواطنين.

مبادرة صحة المرأة وخفض وفيات سرطان الثدي

أوضح حساني أن المبادرة الرئاسية لصحة المرأة تُعد ركيزة أساسية في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة سرطان الثدي، حيث تستهدف خفض نسبة الوفيات بحلول 2030 بما لا يقل عن 25%. وأكد أن الاعتماد على الكشف المبكر يمثل السلاح الأنجع، إذ تزيد نسب الشفاء إلى ما يتجاوز 90% إذا جرى التدخل في المراحل الأولى، بينما تنخفض إلى أقل من 40% في المراحل المتقدمة، وهو ما يجعل هذه المبادرة ذات أثر إنساني مباشر على حياة النساء وأسرهن.

وأشار إلى أن المبادرة لم تقتصر على الفحوصات المجانية فقط، بل شملت كذلك التوعية الصحية، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتشجيع السيدات على إجراء الفحص الدوري المنتظم، بما يحاكي التجارب العالمية الناجحة في الدول الأوروبية والولايات المتحدة.

الكشف المبكر عن الأورام المتعددة

وأكد مساعد وزير الصحة أن نطاق المبادرات اتسع ليشمل عدة أنواع من السرطانات الأخرى، مثل الرئة، القولون، البروستاتا، وعنق الرحم، لتصبح مصر من أوائل الدول في المنطقة التي تطبق برنامجًا وطنيًا متكاملًا للكشف المبكر.
وتغطي هذه المبادرة أكثر من 3700 وحدة رعاية أولية في مختلف المحافظات، مما يضمن وصول الخدمات إلى جميع المواطنين، بما فيهم سكان المناطق النائية والريفية، ويعزز من مفهوم العدالة الصحية وتكافؤ الفرص في العلاج.

تدريب الكوادر الطبية وتعزيز القدرات

وأشار حساني إلى أن العنصر البشري يمثل حجر الزاوية في نجاح أي منظومة صحية، لذلك أولت الدولة اهتمامًا كبيرًا بتدريب الكوادر، حيث تم تأهيل أكثر من 30 ألف طبيب وفريق تمريضي على أحدث بروتوكولات التشخيص والعلاج المتوافقة مع المعايير العالمية.
هذا الاستثمار في العنصر البشري، إلى جانب إدخال أجهزة تشخيص متطورة وتقنيات علاجية حديثة، جعل مصر قادرة على تقديم خدمات تضاهي كبرى المراكز الطبية الإقليمية.

نتائج ملموسة على أرض الواقع

كشف مساعد وزير الصحة أن المبادرات أسفرت بالفعل عن اكتشاف 5،335 حالة سرطان ثدي حتى الآن، جرى التعامل معها وفق أحدث الأساليب العلاجية، وهو ما يعكس فاعلية برامج الفحص المبكر، ويبرهن على قدرة الدولة على إنقاذ آلاف الأرواح عبر التدخل العلاجي السريع.

مصر في مقارنة عالمية

وإذا ما قورنت هذه الأرقام عالميًا، نجد أن نسب الكشف المبكر في مصر ارتفعت بصورة ملحوظة، لتقترب من المعدلات الأوروبية التي تتراوح بين 60 و70%. بينما لا تزال بعض دول المنطقة تسجل معدلات أقل بكثير، وهو ما يجعل التجربة المصرية نموذجًا يُحتذى به على المستويين الإقليمي والدولي.

البعد الاقتصادي والاجتماعي

ولفت حساني إلى أن لهذه المبادرات جانبًا اقتصاديًا مهمًا، إذ إن الكشف المبكر يقلل من تكاليف العلاج الباهظة التي تتطلبها المراحل المتأخرة، ويوفر على ميزانية الدولة ملايين الجنيهات سنويًا. فضلًا عن الأثر الاجتماعي والإنساني المتمثل في الحفاظ على حياة النساء باعتبارهن محور الأسرة والمجتمع، مما يعزز الإنتاجية والاستقرار الأسري.

مصر نموذج إقليمي في مكافحة الأورام

واختتم حساني بالتأكيد على أن ما تحقق يضع مصر في مكانة ريادية إقليمية، حيث باتت تجربتها في المبادرات الصحية، وخاصة المتعلقة بالكشف المبكر عن الأورام، نموذجًا عالميًا ناجحًا يجمع بين الرؤية السياسية، والإدارة الصحية، والدعم المجتمعي.