ارتفاع أسهم "علي بابا" الصينية بدعم من توقعات قوية لنمو الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية

سجلت أسهم مجموعة علي بابا القابضة ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الاثنين في بورصة هونج كونج، لتتصدر قائمة شركات التكنولوجيا الصينية من حيث الأداء خلال الشهر الجاري. جاء هذا الصعود مدفوعًا بتزايد ثقة المستثمرين في قدرات المجموعة على الاستفادة من التطورات المتسارعة في مجالات الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية، والتي باتت تشكل محورًا استراتيجيًا رئيسيًا لنمو الشركة في المرحلة المقبلة.

ووفقًا لتقارير صحفية اقتصادية، ارتفع سهم "علي بابا" بنسبة تجاوزت 4% في جلسة التداول الصباحية ليصل إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من ثلاثة أشهر. ويعكس هذا الأداء الإيجابي عودة ثقة المستثمرين تدريجيًا في شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى بعد فترة من الضغوط التنظيمية والتحديات الاقتصادية.

الذكاء الاصطناعي يقود التوسع

يرى محللون أن دخول "علي بابا" بقوة في سوق الذكاء الاصطناعي يعزز من مكانتها التنافسية، خاصة مع إطلاقها مؤخرًا نماذج لغوية متقدمة وحلولاً رقمية موجهة للشركات، مما يضعها في موقع مميز لمنافسة الشركات العالمية مثل "مايكروسوفت" و"أمازون". وتؤكد التوقعات أن وحدات الذكاء الاصطناعي ستسهم بنسبة متزايدة في إيرادات المجموعة خلال السنوات المقبلة.

كما أن تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاعات التجارة الإلكترونية، والخدمات اللوجستية، والتسويق الرقمي، يعزز من قدرة "علي بابا" على زيادة الكفاءة التشغيلية وتحسين تجربة العملاء.

الخدمات السحابية ركيزة النمو

على جانب آخر، تسعى وحدة علي بابا كلاود للحفاظ على ريادتها في السوق الصينية، التي تُعد ثاني أكبر سوق عالمي للحوسبة السحابية بعد الولايات المتحدة. وتشير تقديرات مؤسسات الأبحاث إلى أن السوق الصينية ستواصل النمو بمعدلات تتجاوز 15% سنويًا، وهو ما يمنح "علي بابا" فرصة لتعزيز إيراداتها في ظل ارتفاع الطلب على خدمات الحوسبة والتخزين وتحليل البيانات.

المحللون أشاروا إلى أن "علي بابا كلاود" قد تكون المستفيد الأكبر من التحولات الرقمية المتسارعة في الصين، خاصة مع التوجه الحكومي لدعم الشركات الناشئة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، وإطلاق مشروعات ضخمة للبنية التحتية الرقمية.

عودة الثقة بعد الضغوط التنظيمية

يأتي هذا الانتعاش في أسعار أسهم "علي بابا" بعد فترة من التذبذب نتيجة السياسات التنظيمية الصارمة التي فرضتها السلطات الصينية منذ عام 2020 على شركات التكنولوجيا الكبرى. غير أن مؤشرات الأشهر الأخيرة توضح أن العلاقة بين الحكومة والشركات التكنولوجية بدأت تميل إلى الاستقرار، مما يتيح لهذه الشركات فرصًا أفضل للتوسع والنمو.

ويرى خبراء السوق أن تحسن أداء "علي بابا" يمثل إشارة إيجابية للقطاع التكنولوجي الصيني ككل، إذ يعكس قدرة الشركات الكبرى على تجاوز التحديات التنظيمية والتكيف مع المتغيرات الاقتصادية العالمية.

التوقعات المستقبلية

في ضوء هذه التطورات، يتوقع محللون أن يواصل سهم "علي بابا" مكاسبه خلال الفترة المقبلة، خاصة إذا تمكنت المجموعة من تحقيق نتائج مالية قوية مدفوعة بالنمو في الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية. كما أن توسعها في الأسواق الخارجية، خاصة في جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط، قد يسهم في تنويع مصادر الدخل وتعزيز مركزها التنافسي عالميًا.

ويؤكد المستثمرون أن نجاح "علي بابا" في الموازنة بين الابتكار التكنولوجي والتوافق مع السياسات التنظيمية سيكون العامل الحاسم في استمرار صعودها في المرحلة المقبلة.