أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن المفاوضات المتعلقة بخطته لإنهاء الحرب في غزة دخلت مراحلها النهائية، مشيرًا إلى أن الاتفاق المرتقب لا يقتصر على وقف إطلاق النار فقط، بل يسعى لفتح الباب أمام سلام أوسع في الشرق الأوسط.
وفي مقابلة مع موقع أكسيوس، أوضح ترامب أن الخطة تضمنت تعهدًا إسرائيليًا بعدم مهاجمة قطر مجددًا، بعد الغارة التي استهدفت في وقت سابق مقر إقامة قادة حركة حماس في الدوحة. وأكد أن هذا الالتزام يمثل عنصرًا أساسيًا لضمان استمرار الوساطة القطرية في أي اتفاق سلام.

تفاصيل الغارة على الدوحة
كانت إسرائيل قد نفذت غارة جوية على العاصمة القطرية، في خطوة غير مسبوقة بدول الخليج. وأسفرت العملية عن مقتل خمسة من أعضاء حركة حماس وعنصر أمن قطري، بينما نجا كبار قادة الحركة. وأدت هذه الغارة إلى تصاعد حدة التوتر الإقليمي وزيادة عزلة إسرائيل سياسيًا.
وذكرت تقارير أكسيوس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ ترامب بالعملية قبل تنفيذها بفترة وجيزة، فيما نفت واشنطن علمها المسبق، مشيرة إلى أنها لم تُخطر بالهجوم إلا بعد إطلاق الصواريخ بالفعل.
الموقف القطري
طالبت الدوحة إسرائيل بتقديم اعتذار علني عن الغارة قبل أن تستأنف دورها في جهود الوساطة. وأكدت مصادر مطلعة أن قطر ترى في هذه الخطوة شرطًا ضروريًا لإعادة بناء الثقة والمضي قدمًا في مسار المفاوضات.
أدى الهجوم على قطر إلى توتير العلاقات بشكل غير مسبوق، خاصة وأنها المرة الأولى التي تنفذ فيها إسرائيل هجومًا مباشرًا داخل إحدى دول الخليج. هذا التصعيد زاد من الضغوط الدولية على تل أبيب، فيما تسعى إدارة ترامب إلى استعادة التوازن عبر ضمانات سياسية وأمنية تحول دون تكرار مثل هذه العمليات مستقبلًا.

نتنياهو: لن أرفض خطة ترامب
تشير تسريبات القناة 12 الإسرائيلية إلى أن نتنياهو لن يرفض خطة ترامب، وأن هناك تقدمًا بشأن الصياغات النهائية للاتفاق. من جهته، عبّر ترامب عن تلقيه ردودًا إيجابية من الأطراف كافة، مشددًا على أن "الجميع يريد إنهاء هذا النزاع".
تُظهر التطورات الأخيرة أن خطة ترامب للسلام في غزة تجاوزت حدود الصراع الميداني، لتشمل ترتيبات سياسية وأمنية أوسع، أهمها التعهد بعدم استهداف قطر. وإذا ما نجحت هذه الجهود، فقد يشكل الاتفاق محطة مفصلية في إعادة رسم ملامح التوازنات بالمنطقة، على الرغم من العقبات القائمة.