في زحام الحياة في الطريق البيضاء التي تنقسم بين منطقتي العجوزة وكرداسة، تجد كريم، طفل لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، يقود "توك توك" صغيرًا بأحلام كبيرة، يسابق الزمن بين مقاعد الدراسة وأزقة الشوارع، ليحمل على كتفيه مسؤوليات تفوق عمره.
ولد في بيت متواضع، فهو ابن لبواب عمارة، وشقيق لثلاثة إخوة، اختار أن يساعد أسرته بدلًا من انتظار المساعدة
كريم يخرج كل صباح من منزله الصغير في العجوزة، لا ليلهو مع أقرانه، بل ليكافح، من أجل لقمة العيش.
لكن لم يكن يعلم أن إحدى الرحلات ستترك في وجهه أثرًا لا يُمحى، لا من الجلد فقط، بل من الذاكرة أيضًا.
رحلة تحوّلت إلى مأساة
في يوم الواقعة، استوقف أحد الأشخاص كريم على الطريق الأبيض بمنطقة أرض اللواء بدائرة قسم شرطة كرداسة بمحافظة الجيزة أعلى الطريق الدائري، وطلب منه توصيله إلى منطقة كرداسة.
لم يرفض كريم، فكل توصيلة تعني بعض الجنيهات التي قد تسد احتياجًا في البيت.
يحكي الضحية كريم بصوت مرتجف: وأنا ماشي معاه في الطريق، سألني: معاك موبايل؟ قولتله لأ، قالي: معاك فلوس؟ قولتله لأ برضو.
بعد دقائق، توقف الراكب لمقابلة شخص آخر، حصل منه على مبلغ مالي، ثم عاد إلى التوك توك، وطلب من كريم أن يُنزله في مكان قريب.
يتابع كريم: "سألني الحساب كام، وقبل ما ألحق أتكلم، رمى شطة على وشي، وطلع كاتر وبدأ يضربني بيه".
حاول الفتى الصغير الدفاع عن نفسه، لكن الجاني كان مسلحًا، وقام بطعنه عدة طعنات باستخدام "كاتر" حاد، محدثًا به إصابات خطيرة في الوجه والرأس وأماكن متفرقة من جسده، استلزمت ٣٧ غرزة، وتركت وراءها أثرًا نفسيًا بالغًا.
عندما بدأ كريم في الصراخ مستنجدًا بالمارة، لاذ الجاني بالفرار، تاركًا خلفه جريمة مروّعة وضحية يصارع الألم والخوف معًا.
نفسي آخد حقي
كريم، طالب في الصف الأول الثانوي، لا يريد سوى شيء واحد: "نفسي آخد حقي.. هو حاول يسرق التوك توك ويقتلني، وخلاني أخاف أشتغل أو حتى أبص في المراية".
نداء إلى الجهات الأمنية
تفحص الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة البلاغ المقدم من الطفل ووالده بشأن الواقعة، وتنتظر الأسرة سرعة التحرك لضبط المتهم، ومحاسبته على ما ارتكبه من جريمة وحشية بحق طفل خرج فقط ليساعد أسرته.





